-[ما جاء في السلام على النساء والصبيان وكلام العلماء في ذلك]-
(باب السلام على الصبيان والنساء)(حدثنا محمد بن جعفر)(١) عن شعبة عن يسار قال كنت أمشي مع ثابت البناني فمر بصبيان فسلم عليهم، وحدث أنه كان يمشي مع أنس رضي الله عنه فمر بصبيان فسلم عليهم، وحدث أنس أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بصبيان فسلم عليهم، (عن أنس)(٢) أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على صبيان وهم يلعبون فسلم عليهم (وعنه أيضًا)(٣) قال مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نلعب فقال السلام عليكم يا صبيان (عن جرير)(٤) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء فسلم عليهن (باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام)(حدثنا أبو كامل)(٥) ثنا زهير ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيتموهم (وفي رواية) إذا لقيتم المشركين (٦)
(باب) (١) حدثنا محمد بن جعفر الخ) (تخريجه) (ق د مذ نس مى) (٢) (سنده) حدثنا حجاج عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس إلخ (تخريجه) (دنس) وسكت عنه أبو داود والمنذري (٣) (سنده) حدثنا وكيع عن حبيب عن قيس عن ثابت عن أنس (قال مر علينا إلخ) (تخريجه) (د جه) بدون قوله يا صبيان وسكت عنه أبو داود والمنذري، قال العلماء الحكمة في السلام على الصغار تدريبهم على أدب الشريعة وطرح رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب (٤) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن جابر قال حدثني رجل عن طارق التميمي عن جرير (يعني ابن عبد الله) الخ، وله سند آخر عند الإمام أحمد أيضًا قال حدثنا وكيع عن شعبة: ومحمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن جابر بن عبد الله بن طارق التميمي عن جرير، فإن ابن جعفر قال حدثني رجل عن طارق التميمي عن جرير قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على نسوة فسلم عليهن (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل طب) وفي أحد إسنادي أحمد عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي، وفي الآخر عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي عن جرير وجابر بن طارق ولم أعرفه، وجابر عن طارق فإن كان جابر هو الجعفي فهو ضعيف اهـ (قلت) عبارة الهيثمي غير مستقيمة؛ أنها تخالف ما جاء في سندي الإمام أحمد والظاهر أنه وقع فيها تحريف من الناسخ، وعلى كل حال ففي السند الأول عند الإمام أحمد رجل لم يسلم وفي السند الثاني جابر بن عبد الله ولم أقف على من ترجمه؛ لأنه قطعًا غير جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي المشهور، وعلى هذا فالحديث ضعيف لكن يؤيده حديث أسماء بنت يزيد (قالت مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا) أخرجه (د مذ جه مى) وقال الترمذي حسن (قلت) والحديث جاء عند الترمذي هكذا: حدثنا سويد أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا عبد الحميد بن بهرام أنه سمع شهرين حوشب يقول سمعت أسماء بنت يزيد تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يومًا وعصبة من النساء تعود فألوى بيده بالتسليم، وأشار عبد الحميد بيده (قال الترمذي) هذا حديث حسن، قال أحمد بن حنبل لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب، قال محمد شهر حسن الحديث وقوى أمره أهـ وفي أحاديث الباب استحباب السلام على الصبيان باتفاق العلماء، أما النساء فيشترط فيه عدم الفتنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كنا أمونًا من الفتنة، فمن وقف من نفسه بعدم الفتنة فليسلم وإلا فالصمت أسلم والحاصل أن سلام الرجل عليهن جائز في نفسه بل مسنون لكن بشرط السلامة وإلا تعين الترك والله أعلم (باب) (٥) (حدثنا أبو كامل الخ) (غريبه) (٦) المراد بالمشركين اليهود والنصارى كما صرح بذلك في