كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

القسم الثاني من الكتاب: قسم الفقه - كتاب السلام والاستئذان وآداب أخرى - ج: 17 - ص: 340

-[سلام اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم ورد عائشة رضي الله عنها عليهم]-

فقال النبي صلى الله عليه وسلم السام عليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها السام عليكم يا إخوان القدرة والخنازير ولعة الله وغضبه، فقال يا عائشة مه (١) فقالت يا رسول الله أما سمعت ما قالوا؟ قال أو ما سمعت ما وردت عليهم، يا عائشة لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شأنه (٢) (زاد في رواية) أن الله يحب الرفق في الأمر كله (عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرة بن حزم) (٣) عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل ناس من اليهود فقالوا السام عليك، فقال عليكم فقالت عائشة عليكم لعنة الله ولعنة اللاعنين، قالوا ما كان أبوك فحاشًا (٤) فلما خرجوا قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما صنعا؟ قالت أما سمعت ما قالوا؟ قال فما رأيتيني قلت عليكم: إنهم يصيبهم ما أقول لهم ولا يصيبني ما قالوا لي (٥) (عن محمد بن الأشعث عن عائشة) (٦) رضي الله عنها قالت بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا استأذن رجل من اليهود فأذن له، فقال السام عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك، قالت فهممت أن أتكلم قالت ثم دخل الثانية (٧) فقال مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك، قالت ثم دخل الثالثة فقال السام عليك، قالت بل السام عليكم وغضب الله إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يم يحيه به الله؟ قالت فنظر إليّ (٨) فقال مه أن الله لا يحب الفحش (٩) ولا التفحش، قالوا قلا فرددناه عليهم فلم يضرنا (١٠) شيئًا ولزمهم إلى يوم القيامة، أنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة (١١) التي هدانا الله بها وضلوا عنها، وعلى القبلة (١٢) التي هدانا الله بها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين (١٣)

---

الخ (غريبه) (١) مه اسم فعل أمر مبني على السكون ومعناه أكفف (٢) إنما قال ذلك لعائشة رضي الله عنها لتتحلى بمكارم الأخلاق، وهذا من كرم خلقه صلى الله عليه وسلم (تخريحه) جاء معناه عند الشيخين وغيرهما من حديث عائشة وسنده صحيح (٣) (سنده) حدثنا يحيى ابن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرة بن حزم الخ (غريبه) (٤) الفحش هو القبيح من القول والعفل، وقيل الفحش مجاوزة الحد (٥) معناه أن الله عز وجل يصيبهم بدعائي عليهم؛ لأني مظلوم ولا يستجيب لهم دعاءهم علي؛ لأنهم معتدون (تخريجه) (ق. وغيرهما) بألفاظ مختلفة والمعنى واحد (٦) (سنده) حدثنا علي بن عاصم عن حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن قيس عن محمد بن الأشعث عن عائشة الخ (غريبه) (٧) أي دخل مرة ثانية وكذلك قولها ثم دخل الثالثة أي مرة ثالثة (٨) تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليها فقال مه أي كفى عن هذا القول (٩) تقدم معنى الفحش، والتفحش تكلف الفحش وتعمده، والمراد بالفحش هنا التعدي في القول والجواب لا الفحش الذي هو من قذع الكلام ورديئة، وتفاحش تفاعل منه، وقد يكون الفحش بمعنى الزيادة والكثرة (١٠) بفتح أوله وكسر المعجمة وسكون الراء أي لم يضرنا من الضرر (١١) أي؛ لأنهم عدلوا عنه واختاروا يوم السبت وتقدم الكلام على ذلك في باب وجوب الجمعة من كتاب الصلاة في الجزء السادس صحيفة ١٩ (١٢) يعني الكعبة؛ لأنهم جعلوا بيت المقدس قبله لهم والكعبة أفضل (١٣) أي لما فيه من الفضل العظيم والثواب الجزيل وتقدم الكلام عليه في باب ما جاء في التأمين والجهر به من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صحيفة ٢٠٣ (تخرجيه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد وفي إسناده من لم أعرفه وأصل القصة في الصحيحين