هكذا وضرب بكفَّيه إلى الأرض ثمَّ مسح كفَّيه جميعًا ومسح وجهه مسحةً واحدةً بضربةٍ واحدةٍ، فقال عبد الله لا جرم ما رأيت عمر قنع بذلك قال فقال أبو موسى فكيف بهذه الآية في سورة النّساء " فلم تجدوا ماء فتيمِّموا صعيدًا طيبًا" قال فما درى عبد الله ما يقول، وقال لو رخَّصنا لهم في التَّيمم لأوشك أحدهم إن برد الماء على جلده أن يتيمَّم، قال عفّّان وأنكره يحيى يعني ابن سعيد فسألت حفص ابن غياثٍ فقال كان الأعمش يحدّثنا به عن سلمة بن كهيل وذكر أبا وائل (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الله حدَّثني أبو معاوية ثنا الأعمش عن شقيق قال كنت جالسًا مع أبي موسى وعبد الله: فقال أبو موسى يا أبا عبد الرّحمن أرأيت لو أنَّ رجلًا لم يجد الماء وقد أجنب شهرًا أما كان يتيمّم؟ قال لا،
على ذلك غير مرة (قال النووي) رحمه الله فيه دلالة لمذهب من يقول يكفى ضربة واحدة للوجه والكفين جميعًا، وللآخرين أن يجيبوا عنه بأن المراد هنا صورة الضرب للتعليم وليس المراد بيان جميع ما يحصل به التيمم وقد أوجب الله تعالى غسل اليدين إلى المرفقين فى الوضوء، ثم قال الله تعالى فى التيمم (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) والظاهر أن اليد المطلقة هنا هى المقيدة فى الوضوء فى أول الآية فلا يترك هذا الظاهر إلا بصريح والله أعلم اهـ/١) قال فى النهاية هذه كلمة ترد بمعنى تحقيق الشئ وقد اختلف فى تقديرها فقيل أصلها التبرئة بمعنى لا بد ثم استعملت فى معنى حقًّا، وقيل جرم بمعنى كسب، وقيل بمعنى وجب وحقَّ، و (لا) رد لما قبلها من الكلام ثم يبتدأ بها، كقوله تعالى (لا جرم أن لهم النار) أي ليس الأمر كما قالوا، ثم ابتدأ فقال وحب لهم (٢) ستأتى محاورة عمر وعمار في حديث عبد الرحمن بن أبزى (٣) معنى أوشك قرب وأسرع وقد زعم بعض أهل اللغة أنه لا يقال أوشك وإنما يستعمل مضارعًا فيقال يوشك كذا، وليس كما زعم هذا القائل بل يقال أوشك أيضًا ومما يدل عليه هذا الحديث مع أحاديث كثيرة فى الصحيح مثله (وقوله برد) هو بفتح الباء والراء وقال الجوهري برد بضم الراء والمشهور الفتح والله أعلم قاله النووى فى شرح مسلم (٤) يعنى والله أعلم أن يحيى بن سعيد أنكر رواية الأعمش عن شقيق وهى ثابتة في الصحيحين فى هذا الحديث نفسه (٥) ستأتي رواية