-[قوله تعالى (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) وقوله (وإذا رأوا تجارة أو لهوًا) الخ]-
فلما قرأ (وآخرين منهم لما يلحقوا) قال من هؤلاء يا رسول الله؟ (١) فلم يراجعه صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثًا وفينا سلمان الفارسي قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان الفارسي وقال لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء (٢)(باب وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها) الآية (عن جابر)(٣) قال قدمت عير (٤) مرة المدية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فخرج الناس وبقي اثنا عشر (٥) فنزلت (وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائمًا)
(قلت) أبو المغيث اسمه سالم مولى عبد الله بن مطيع (غريبه) (١) السائل هو أبو هريرة فقد جاء في رواية البخاري (قلت من هم يا رسول الله) (وقوله فلم يراجعه) أي لم يجبه بل سكت (٢) يعني أبناء فارس وهم العجم بدليل وضعه صلى الله عليه وسلم يده على سلمان الفارسي، وأصرح من ذلك ما جاء عند البغوي بلفظ (لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل أو قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه (هذا) وقوله تعالى (وآخرين منهم الآية متعلقة بالآية التي قبلها) وهي قوله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) الآية، وإليك تفسير هاتين الآيتين قوله عز وجل (هو الذي بعث في الأميين) قال ابن عباس الأميون العرب كلهم من كتب منهم ومن لم يكتب لأنهم لم يكونوا أهل كتاب وقيل الأميون الذي لا يكتبون وكذلك كانت قريش (رسولا منهم) يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم وقوله (منهم) كقوله من أنفسهم أي يعلمون نسبه وأحواله (يتلو عليهم آياته) يعني القرآن (ويزكيهم) أي يجعلهم أزكياء الطوب بالإيمان، قال ابن عباس وقيل يطهرهم من دنس الكفر والذنوب، قاله ابن جريج ومقاتل (ويعلمهم الكتاب) يعني القرآن (والحكمة) السنة قال الحسن وقال ابن عباس الكتاب الخط بالقلم لأن الخط فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقيده بالخط، وقال مالك بن أنس الحكمة الفقه في الدين (وإن كانوا من قبل) أي من قبله وقبل أن يرسل إليهم (لفي ضلال مبين) أي في ذهاب عن الحق (وآخرين منهم) هو عطف على الأميين أي بعث في الأميين وبعث في آخرين منهم، ويجوز أن يكون منصوبًا بالعطف على الهاء والميم في يعلمهم ويزكيهم أي يعلمهم ويعلم آخرين من المؤمنين، لأن التعليم إذا تناسق مع إلى آخر الزمان كان كله مسندًا إلى أوله، فكأنه هو تولى كل ما وجد منه (لما يحلقوا بهم) وقال عكرمة هم التابعون، وقال مجاهد هم الناس كلهم، وقيل غير ذلك (قال القرطبي) والقول الأول أثبت يعني قول ابن عمر ومن وافقه، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيتني أسقي غنمًا سودًا ثم أتبعتها غنمًا عفرًا؟؟؟؟؟ يا أبا بكر، فقال يا رسول الله أما السود فالعرب وأما العفر فالعجم تتبعك بعد العرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، كذا أوَّلها المَلَك يعني جبريل عليه السلام، رواه ابن أبي ليلى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو علي بن أبي طالب (تخريجه) (قد مذ وغيرهم) (باب) (٣) (سنده) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر (يعني ابن عبد الله) الخ (غريبه) (٤) العير بكسر العين المهملة الإبل تحمل الميرة ثم غلب على كل قافلة (٥) زاد أبو يعلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارًا، قال وكان في الاثني عشر الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ولكن هاهنا