للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سبب نزول سورة (المنافقون) ومنقبة لزيد بن أرقم]-

(سورة المنافقون) (باب سبب نزولها ومنقبة لزيد بن أرقم) (عن زيد بن أرقم) (١) قال خرجت مع عمي في غزاة (٢) فسمعت عبد الله بن أُبي بن سلول يقول لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله: ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعملي (٣) فذكره عمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليّ النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط وجلست في البيت (٤) فقال عمي ما أردت إلى (٥) أن كذبك النبي صلى الله عليه وسلم ومقتك (٦) قال حتى أنزل الله عز وجل (إذا جاءك المنافقون) قال فبعث إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها ثم قال إن الله عز وجل قد صدقك (٧) (وعنه من طريق ثان) (٨) قال خرجنا مع رسول الله


شيء ينبغي أن يعلم، وهو أن هذه القصة قد قيل إنها كانت لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الصلاة يوم الجمعة على الخطبة كما رواه أبو داود في كتاب المراسيل: حدثنا محمود بن خالد عن الوليد أخبرني أبو معاذ بكير بن معروف أنه سمع مقاتل بن حيان يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين حتى إذا كان يوم والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة فدخل رجل فقال إن دحية بن خليفة قد قدم بتجارة يعني فانفضوا ولم يبق معه إلا نفر يسير (التفسير) (وإذا رأوا تجارة أو لهوًا) أراد باللهو الطبل، وقيل كانت العير إذا قدمت المدينة استقبلوها بالطبل والتصفيق وقوله (انفضوا إليها) رد الكناية إلى التجارة لأنها أهم، وقال علقمة سئل عبد الله بن عمر أكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا أو قاعدًا؟ قال إما تقرأ (وتركوك قائمًا) فيه دلالة على أن الإمام يخطب يوم الجمعة قائمًا (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) أي ما عند الله من الثواب على الصلاة والثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم خير من اللهو ومن التجارة (والله خير الرازقين) لأنه موجد الأرزاق فإياه فاسألوه ومنه فاطلبوا (تخريجه) (ق مذ عل) (باب) (١) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير قالا ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق فإن سمعت زيد بن أرقم: قال ابن أبي بكير عن زيد بن أرقم الخ (قلت) إسرائيل هو ابن يونس، وأبو إسحاق اسمه عمرو بن عبد الله السبيعي (غريبه) (٢) هي غزوة تبوك كما عند النسائي وعند أهل المغازي أنها غزوة بني المصطلق ورجحه ابن كثير بابن عبد الله بن أبيّ لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك بل رجع بطائفة من الجيش، لكن أيد الحافظ القول بأنها غزوة تبوك بقوله في الطريق الثانية (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأصاب الناس شدة) (٣) هو سعد بن عبادة كما عند الطبراني وابن مردويه، وليس هو عمه حقيقة وإنما هو سيد قومه الخزرج (٤) أي مخافة إذا رآني الناس أن يقولوا كذبت (٥) جاء في رواية عند البخاري والترمذي إلا بتشديد اللام ولهما في رواية أخرى إلى كما هنا، قال العيني معناه ما قصدت منتهيًا إليه أي ما حملك عليه (٦) من المقت أي أبغضك، وعند النسائي والإمام أحمد وسيأتي في الحديث التالي ولا مني قومي (٧) فيه منقبة عظيمة لزيد بن أرقم رضي الله عنه وفيه أنه ينبغي لمن سمع أمرًا بتعلق بالإمام أو نحوه من كبار ولاة الأمور ويخاف ضرره على المسلمين أن يبلغه إياه ليحترز منه (٨) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا زهير ثنا أبو إسحاق أنه سمع زيد بن أرقم يقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر الخ: زاد مسلم قال زهير وهي قراءة من خفض حواله،

<<  <  ج: ص:  >  >>