للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سورة الفلق وما جاء في فضلها]-

ابن مسعود، كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شتى من صلاته فظن أنهما عوذتان فأصر على ظنه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه (عن زر بن حبيش) (١) قال قلت لأبي بن كعب أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه قال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له (قل أعوذ برب الفلق) فقلتها فقال (قل أعوذ برب الناس) فقلتها، فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم (٢) (سورة الفلق) (باب ما جاء في فضلها وتفسيرها) (عن عائشة) (٣) رضي الله عنها قالت أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فنظر إلى القمر فقال يا عائشة تعوذي بالله (من شر غاسق إذا وقب) هذا غاسق (٤) إذا وقب


أيضًا والله أعلم (تخريجه) (خ نس). (١) (سنده) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش الخ (غريبه) (٢) تقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب والله الموفق للصواب (تخريجه) (عل بن) والحميدي وأخرجه المرفوع منه (خ طل) (باب) (٣) (سنده) حدثنا وكيع قال حدثنا ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة الخ (غريبه) (٤) قال في القاموس الغسق محركة ظلمة أول الليل، وغسق الليل غسقا اشتدت ظلمته، والغاسق القمر أو الليل إذا غاب الشفق، وقال في مادة (وقب) وقب الظلام دخل، والشمس وقيا ووقوبا غابت: والقمر دخل في الخسوف ومنه غاسق إذا وقب اهـ وجاء عند الترمذي بلفظ (هذا هو الغاسق إذا وقب) قال الطبيبي إنما استعاذ من كوفه؛ لأنه من آيات الله الدالة على حديث بلية ونزول نازلة كما قال صلى الله عليه وسلم (ولكن يخوف الله به عباده)؛ ولأن اسم الإشارة في الحديث كموضع اليد في التعيين وتوسيط ضمير الفصل بينه وبين الخبر المعرف يدل على أن المشار إليه هو القمر لا غير اهـ وقال الخازن في تفسيره بعد ذكر حديث عائشة هذا ما لفظه، فعلى هذا الحديث المراد به القمر إذا خسف وأسود ومعنى وقب دخل الخسوف أو أخذ في الغيبوبة وقيل سمي به لأنه إذا خبث أسود وذهب ضوؤه، وقيل إذا وقب دخل في المحاق وهو آخر الشهر وفي ذلك الوقت بثم السحر المورث للمرض وهذا مناسب لسبب نزول هذه السورة اهـ (تخريجه) (مذ نس ك) وقال الترمذي هذا حديث صحيح (قلت) وصححه أيضًا الحاكم وأقره الذهبي (تفسير سورة الفلق وسبب نزولها) عن زيد بن أرقم قال سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود قال فاشتكى لذلك أيامًا قال فجاء جبريل عليه السلام فقال أن رجلا من اليهود سحرك عقد لك عقدًا عقدًا في بئر كذا وكذا فأرسل إليها من يجئ بها فبعث صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه فاستخرجها فجاء بها فحللها قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال، فما ذكر لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط حتى مات وهذا الحديث رواه (حم نس) وابن سعد والبغوي في تفسيره، قال الحافظ وصححه الحاكم وعبد بن حميد اهـ (قلت) وتقدم هذا الحديث وغيره من رواية الشيخين في باب ما جاء في ثبوت السحر وتأثيره صحيفة ١٢٥ في الجزء السادس عشر، قال مقاتل والكلي كان في وتر عقدت عليه إحدى عشرة عقدة وقيل كانت العقد مغروزة بالإبرة فأنزل الله هاتين السورتين وهما إحدى عشرة آية: سورة الفلق خمس آيات: وسورة الناس ست آيات كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى انحلت العقد كلها فقام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال، وروى أنه لبث فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>