للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخافتك (١) قال فتلافاه الله تبارك وتعالى بها (٢) (وعن حذيفة بن اليمان) (٣) عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وفيه فجمعه الله إليه وقال له لم فعلت ذلك؟ قال من خشيتك قال فغفر له قال عقبة بن عمرو (٤) أنا سمعته يقول ذلك (٥) وكان نباشا (عن عبد الله) (٦) أن رجلا لم يعمل من الخير شيئا قط إلا التوحيد فلما حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فخذوني وأحرقوني حتى تدعوني حممة (٧) اطحنوني ثم ذروني في البحر في يوم راح (٨) قال ففعلوا به ذلك فإذا هو في قبضة الله قال فقال الله عز وجل له ما حملك على ما صنعت قال مخافتك قال فغفرالله له قال يحيى (٩) حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع (١٠) عن أبي هريرة بمثله (١١) (وعن أبي سعيد الخدري) (١٢) عن


عليه مكاني وقيل لعلي أغيب عن عذاب الله يقال ضللت الشيء (بفتح اللام الأولى) وضللته (بكسرها) إذا جعلته في مكان ولم تدر أين هو وأضللته إذا ضيعته وضل الناس إذا غاب عنه حفظ الشيء اهـ باختصار (١) أي خوفي من عذابك حملني على ما صنعت وفي بعض الروايات قال من خشيتك قال فغفر له (٢) أي تداركه برحمته وغفر له (فإن قيل) كيف يغفر الله له وقد اعتقد أن هروبه ينفعه وأنه يخفى على الله والله تعالى يقول (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) (وأجيب عن ذلك) بأجوبة (منها) أنه كان مثبتا للصانع وكان في زمن الفترة فلم تبلغه شرائط الإيمان (ومنها) أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبه الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول ولم يقله قاصدا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخذه بما يصدر منه والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط ورجال أحمد ثقات (٣) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعى قال قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال سمعته يقول أن رجلا حضره الموت فلما أيس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا جزلا (أي غليظا قويا) ثم اوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلص إلى عظمي فامتحشت (أي صارت كالفحم) فخذوها فاذروها في اليم ففعلوا فجمعه الله عز وجل الخ (غريبه) (٤) هو أبو مسعود البدري الأنصاري الصحابي (٥) الظاهر أنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في روايته لفظ (وكان نباشا) وقد جاءت هذه الزيادة في صحيح ابن حبان من طريق ربعي بن خراش أنه كان نباشا للقبور يسرق أكفان الموتى (تخريجه) (خ حب وغيرهما) (٦) (سنده) حدثنا يحيى ابن اسحاق أنبأنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (٧) الحممة وزان رطبة ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء (٨) أي ذي ريح كقولهم رجل مال وقيل يوم راح وليلة راحة إذا اشتدت الريح فيها (نه) (٩) هو ابن اسحق الذي روى عنه الإمام أحمد هذا الحديث (١٠) هو نفيع بن رافع الصائغ تابعي كبير ثقة من كبار التابعين (١١) معناه أنه روي مثل هذا الحديث عن أبي هريره (تخريجه) أوردهما الحافظ الهيثمي كما هنا وقال رواهما أحمد ورجال حديث أبي هريرة رجال الصحيح واسناد أبو مسعود حسن (١٢) (سنده) حدثنا معاوية بن هشام ثنا شيبان أبو معاوية ثنا فراس بن يحيى الهمداني عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد دخل رجل الجنة ما عمل خير قط قال لأهله حين حضره الموت إذا أنا

<<  <  ج: ص:  >  >>