للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال وأنا ابن ثلاثين سنة (عن أبي مالك الأشعري) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان (٢) والحمد لله تملأ الميزان (٣) وسبحان الله (٤) والله أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء (وفي رواية ما بين السموات) والأرض والصلاة نور (٥) والصدقة برهان (٦) والصبر ضياء (٧) والقرآن حجة عليك أو لك (٨) كل الناس يغذو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها (٩) (وعنه أيضا) (١٠) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة


من تولى أمرا من أموركم سواء كان السلطان ولو جائرا أو متغلبا وغيره من أمرئه وسائر نوابه إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولم يقل أميركم إذ هو خاص عرفا ببعض من ذكرو لأنه أوثق بقوله تعالى (واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) اهـ (قلت) انظر باب قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول الآية) من سورة النساء في الجزء الثاني عشر صحيفة ١١٤ (تخريجه) (مذ حب ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (قلت) وصححه أيضا الحاكم وغيره (١) (سنده) حدثني يحيى بن اسحاق أخبرني أبان بن يزيد وحدثنا عفان قال قال أنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري الخ (غريبه) (٢) الطهور هنا بضم الطاء أي فعل الطهارة (وقوله شطر الإيمان) أي نصفه والمراد بالإيمان هنا على اطهر الاقوال الصلاة كما قال تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر وليس جزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا وهذا أقرب الأقوال قاله النووي (٣) قال النووي معناه عظم أجرها وأنه يملأ الميزان وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها (٤) جاء عند مسلم (سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض) بدون ذكر التكبير والتهليل قال النووي معناه يحتمل أن يقال لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السموات والأرض وسبب عظم فضلها ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقول سبحان الله والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله الحمد لله والله أعلم (٥) لأنها تمنع من المعاصي وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل معناه أنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا أيضا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل والله أعلم (٦) أي حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع عنها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه (٧) أي الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله والصبر على معصيته والصبر أيضا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا والمراد أن الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب (قال الأستاذ أبو على الدقاق) رحمه الله تعالى حقيقة الصبر أن لا يعترض على المعذور فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال الله تعالى في أيوب عليه السلام (إنا وجدناه صابرا نعم العبد) مع أنه قال (إني مسني الضر) (٨) معناه أن لم تقرأ ولم تعمل بما فيه يكون خصمك يوم القيامة وحجة عليك اما إذا قرأته وعملت به فيكون حجة لك يدافع عنك يوم القيامة (٩) معنى هذه الجملة أن كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقهما أي يهلكها والله أعلم نسأل الله السلامة (تخريجه) (م مذ جه) (١٠) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن

<<  <  ج: ص:  >  >>