(وفي رواية حتى ختم الآية)(١)(عن معاذ بن جبل)(٢) قال احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس (٣) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا فثوب بالصلاة (٤) وتجوز في صلاته فلما سلم قال كما أنتم على مصافحكم ثم أقبل إلينا فقال إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة (٥) فقال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري يا رب؟ فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري (٦) فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت في الكفارات قال وما الكفارات؟ قلت نقل الأقدام إلى الجمعات وجلوس في المسجد بعد الصلاة واسباغ الوضوء عند الكريهات قال وما الدرجات؟ قلت اطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل: قلت اللهم إني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وغذا أردت فتنة في قومي فتوفني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربي إلى حبك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حق (٧) فادرسوها
أي مجتمعين كثيرين (١) تقدم الكلام على وجه تفضيل آية الكرسي على غيرها من القرآن في الجزء الثاني عشر في تفسير سورة البقرة صحيفة ٩٣ فارجع اليه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره بسنده ولفظه وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه النسائي من حديث أبي عمر الدمشقي به وقد اخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم وابن حبان في صحيحه بطريق آخر ولفظ آخر مطولا جدا فالله أعلم اهـ (قلت) حديث الباب في اسناده عند الإمام أحمد أبو عمر الدمشقي ضعيف وعبيد بن الخشخشاش لين الحديث (٢) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا جهضم اليمامي ثنا يحيى يعني ابن ابي كثير ثنا زيد يعني ابن ابي سلام بتسديد اللام وهو زيد بن أبي سلام ينسبه إلى جده أنه حدثه عبد الرحمن ابن عائش الحضرمي عن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل قال احتبس علينا الخ (غريبه) (٣) أي حتى قاربنا أن نرى طلوع الشمس المفوت لأداء الصبح (٤) من التثويب أي أقيم بها (وتجوز في صلاته) أي خفف فيها واقتصر على خلاف عادته (٥) ظاهره أنه صلى الله عليه وسلم رأى الله عز وجل في اليقظة لكن جاء في هذا الحديث نفسه عند الترمذي (فنعست في صلاتي فاستثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة) وهذا يدل على أن الرؤيا كانت منامية (قال أبو حجر المكي) والظاهر أن رواية حتى استيقظت تصحيف فان المحفوظ في رواية احمد والترمذي حتى استثقلت اهـ وقال الحافظ ابن كثير بعد نقل هذا الحديث عن مسند الامام أحمد وهو حديث المنام المشهور ومن جعله يقظة فقد غلط اهـ (٦) تقدم الكلام على شرح هذا الحديث في شرح حديث ابن عباس الذي جاء بمعناه في باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه من كتاب تعبير الرويا في الجزء السابع عشر صحيفة ٢٢٣ رقم ٥٠ فارجع إليه (٧) أي أن هذه الرؤيا حتى إذ رؤيا الأنبياء وحي (فادرسوها) أي فاحفظوا الفاظها التي ذكرتها لكم والله أعلم (تخريجه) (مذ طب) ومحمد بن نصر وابن مردويه وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح سألت محمد بن اسماعيل (يعني