أن امرأة دخلت عليها ومعها ابنتان لها قالت فاعطيتها تمرة فشققتها بينهما فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من ابتلى (١) بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار (٢)(وعنها أيضا)(٣) أنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتهما ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها قالت فأعجبني شأنها فذكرت ذلك الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عز وجل قد أوجب لها بها الجنة واعتقها بها من النار (باب الترغيب في صلة الرحم)(ز)(عن علي رضي الله عنه)(٤) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يمد له في عمره ويوسع له رزقه (٥) ويدفع عنه منية السوء (٦) فليتق الله وليصل رحمه (٧)(عن أنس بن مالك)(٨) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(غريبه) (١) بصيغة المجهول أي امتحن واختبر من الاختبار والمعنى من اختبر بشيء من البنات ينظر ما يفعل ايحسن اليهن أو يسيء وقال النووي تبعا لابن بطال أنما سماه ابتلاءا لأن الناس يكرهون البنات فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك ورغب في ابقائهن وترك قتلهن بما ذكر من الثواب الموعود به من احسن اليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن (٢) أي يكون جزاؤه على ذلك أن يجعل الله عز وجل له حائلا بينه وبين نار جهنم وفيه تأكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن وجزالة الرأي وامكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال (تخريجه) (ق مذ) (٣) (سنده) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عباس حدثه عن عراك بن مالك قال سمعته يحدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة أنها قال جاءتني مكينة الخ (تخريجه) (م وغيره) (باب) (٤) (ز) (سنده) حدثنا محمد بن عباد حدثنا عبد الله بن معاذ يعني الصنعاني عن معمر عن أبي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن الخ (غريبه) (٥) من المعلوم أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وأجاب العلماء بأجوبة أصحها أن قوله صلى الله عليه وسلم (يمد له في عمره) المراد به الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضيع في غير ذلك والمراد بتوسيع الرزق البركة فيه بحيث يكفيه وان كان قليلا (٦) أي موته السوء وهو سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى (٧) قال القاضي عياض الرحم التي توصل وتقطع وتبر إنما هي معنى من المعاني ليست بجسم وإنما هي قرابة ونسب تجمعه رحم والدة ويتصل بعضه ببعض نسمي ذلك الاتصال رحما اهـ وقيل هم المحارم فقط والقول الجامع الراجع أن الرحم يطلق على الأقارب وهم من بينه وبين الآخر نسب سواء كان يرثه أم لا وسواء كان ذا محرم أم لا (قال ابن ابي جرة) فتكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه وبالدعاء والمعنى الجامع ايصال ما امكن من الخير ودفع ما امكن من الشر بحسب الطاقة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة وهو ثقة اهـ (قلت) وأخرجه ايضا الحاكم وصححه واقره الذهي (٨) (سنده) حدثنا حسين بن محمد حدثنا مسلم يعني ابن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المقرى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم