للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن ثوبان) (١) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نحوه (عن أبي هريرة) (٢) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم (٣) فإن صلة الرحم محبة (٤) في الأهل مثراة (٥) في المال منسأة في أثره (عن عبد الله بن عمرو) (٦) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن (٧) ارحموا أهل الأرض (٨) يرحمكم أهل السماء والرحم شجنة (٩) من


قال من سره أن يعظم الله رزقه وأن يمد في أجله فليصل رحمه (تخريجه) (ق وغيرهما) (١) (سنده) حدثنا محمد بن بكر أنا ميمون أبو محمد المزني التميمي ثنا محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره النساء في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه (قلت) النساء بفتح النون المشددة بعدها سين مهملة وآخره همزه يقال نسأت الشيء نساءا وأنسأته إنساءا إذا اخرته والنساء الاسم وهو التأخير في العمر وتقدم الكلام في معناه في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث ثوبان وسنده جيد ويؤيده ما قبله (٢) (سنده) حدثنا ابراهيم ثنا ابن مبارك عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن مولى المنبعث عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٣) أي مقدارا تعرفون به أقاربكم لتصلوها فتعليم النسب مندوب لمثل هذا وقد يجب أن تقف عليه واجب (٤) مفعلة من الحب كمظنة من الظن (٥) بفتح فسكون مفعلة من الثرى أي الكثرة (في المال) أي سبب لكثرته (منسأة في أثره) مفعلة من النسء في العمر أي مظنة لتأخيره وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب وقيل دوام استمرار في النسل والمعنى أن بركة الصلة تقضي إلى ذلك ذكره البيضاوي وسمي الأجل أثرا لأنه يتبع العمر (قال ابن العربي) في عارضة الأحوذي أما المحبة فالإحسان اليهم وإما النساء في الأثر فيتمادى الثناء عليه وطيب الذكر الباقي له (تخريجه) (مذ ك) وصححه الحاكم واقره الذهي وأورده الهيثمي من حديث العلاء بن خارجة وعزاه للطبراني وقال رجاله قد وثقوا (٦) (سنده) حدثنا سفيان عن عمرو (يعني ابن دينار) عن أبي قابوس عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (غريبه) (٧) أي يحسن اليهم ويتفضل عليهم والرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله لا ينافي كل منهما الرحمة (٨) قال الطيى أتى بصفة العموم ليشمل جميع أصناف الخلف فيرحم البر والفاجر والناطق والبهم والوحوش والطير اهـ وفيه اشارة إلى أن ايراد من لتغليب ذوي العقول على غيرهم لشرفهم على غيرهم أو للمشاكلة المقابلة بقوله (يرحمكم أهل السماء) وهو مجزوم على جواب الأمر والمراد بأهل السماء الملائكة ومعنى رحمتهم لأهل الأرض دعاؤهم لهم بالرحمة والمغفرة كما قال تعالى (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) (٩) بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون وجاء بضم أوله وفتحه رواية ولغة وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة والشجن بالتحريك واحد الشجون أعلى طرف الأودية (ومنه قولهم) الحديث ذو شجون أي يدخل بعضه في بعض (وقوله من الرحمن) اي أخذ اسمها من هذا الاسم كما في حديث عبد الرحمن عوف في السنن مرفوعا (أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي) والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها فالقاطع لها منقطع من رحمة الله تعالى (وقال الاسماعيلي) معنى الحديث أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن فلها به علقة وليس معناه أنها من ذات الله تعالى الله عن ذلك ذكره الحافظ في الفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>