الرحمن من وصلها وصلته ومن قطعها بتته (وعنه أيضا)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرحم معلقة بالعرش (٢) وليس الواصل بالمكافئ (٣) ولكن الواصل الذي اذا انقطعت رحمه وصلها (٤)(عن عمرو بن شعيب)(٥) عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعون وأعفو ويظلموني وأحسن ويسيئون أفأكافئهم؟ (٦) قال لا إذا تتركون (٧) ولكن خذ بالفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهير (٨) من الله عز وجل ما كنت على ذلك (عن أبي هريرة)(٩) أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعون واحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم (١٠) ويجهلون علي قال لئن كنت كما تقول كأنما تسفهم (١١) المل ولا يزال معك من الله ظهير (١٢) عليهم مادمت على
(تخريجه) (مذ د ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وسكت عنه أبو داود ونقل المنذري تصحيح الترمذي وأقره وصححه الحاكم وأقره الذهبي (١) (سنده) حدثنا يعي حدثنا قطر عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٢) قال العلماء الرحم التي تقطع وتوصل معنى من المعاني فذكر تعلقها بالعرش استعارة واشارة إلى عظم شأنها قال العلائي ولا استحالة في تجسيدها بحيث تنقل وتنطق اهـ وعلى هذا فمتى تعلقها أنها متمسكة أخذت بقائمة من قوائم العرش وجاء عند مسلم عن عائشة قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) وسيأتي في حديث عبد الله بن عمرو ايضا في باب ماجاء في قطع صلة الرحم من قسم الترهيب، أنها تتكلم بلسان طلق ذلق (٣) معناه أن الذي يكافئ من أعطاه لا يسمى واصلا (قال الحافظ) أي الذي يعطي لغيره نظير ما أعطاه ذلك الغير قد أخرج عبد الرزاق عن عمر موقوفا ليس الواصل أن تصل من وصلك ذلك القصاص ولكن الواصل أن تصل من قطعك ونقل الحافظ عن الطيبي قال المعنى ليست حقيقة الواصل ومن يعتد بصلته من يكافئ صاحبه بمثل فعله ولكنه من تفضل على صاحبه اهـ (٤) أي إذا انقطع عنه ذو رحمة وصلهم هذا هو الواصل (تخريجه) (خ د مذ) ماعدا قوله (أن الرحم معلقة بالعرش) وثبت هذا اللفظ عند مسلم من حديث عائشة وتقدم آنفا في الشرح (٥) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب الخ (غريبه) (٦) معناه أفأقاطعهم وأسيء إليهم كما أساءوا إلي (٧) معناه إن فعلت ذلك تجعل القطعية ويترك بعضكم صلة بعض ويحتمل أن يكون المراد بالترك تركهم من رحمة الله عز وجل ويحتمل المعنيين والله أعلم (٨) أي مساعد ومعين (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام احمد من حديث عمرو بن شعيب وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه حجاج بن ارطاة وهو مدلس وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) يؤيده حديث أبي هريرة الآتي بعده (٩) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (١٠) بضم اللام (ويجهلون) أي يسيئون والجهل هنا القبيح من القول (١١) بضم التاء وكسر المهملة وتشديد الفاء (والمل) بفتح الميم الرماد الحار ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وادخالهم الأذى عليه (١٢) الظهير