للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال (١) وان أبا بكر جاء بثلاثة فانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة (٢) وأبو بكر بثلاثة قال فهو أنا وأبي وأمي (٣) ولا أدري هل قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر وان أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس (٤) رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قلت له امرأته ما حبسك على أضيافك أو قالت ضيفك؟ قال أو ما عشيتهم؟ قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم (٥) قال فذهبت أنا فاختبأت (٦) قال يا غنثر أو يا عنتر (٧) فجدع وسب وقال كلوا لا هنيئا (٨) وقال والله لا أطعمه أبدا قال وحلف الضيف أن لا يطعمه حتى يطعمه أبو بكر (٩) قال فقال أبو بكر هذه من الشيطان قال فدعا بالطعام فأكل قال فايم الله ما كنا نأخذ من لقمة ربا (١٠) من أسفلها أكثر منها قال حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فاذا هي كما هي أو اكثر فقالى لامرأته (١١) يا أخت بني فراس ما هذا؟ قالت لا وقرة عيني (١٢) لهي


ابن أبي بكر أن أصحاب الصفة الخ (غريبه) (١) فيه فضيلة الايثار والمواساة وانه إذا حضر ضيفان كثيرون ينبغي للجماعة أن يتوزعوهم ويأخذ كل واحد منهم من يحتمله وانه ينبغي لكبير القوم أن يأمر اصحابه بذلك ويأخذ هو من يمكنه (٢) هذا مبين لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الأخذ بأفضل الأمور والسبق إلى السخاء والجود فإن عيال النبي صلى الله عليه وسلم كانوا قريبا من عدد ضيفانه هذه الليلة فأتى بنصف طعامه أو نحوه وأتى أبو بكر رضي الله عنه بثلث طعامه أو أكثر وأتى الباقون بدون ذلك والله أعلم قاله النووي (٣) القائل انا الخ عبد الرحمن بن أبي بكر راوي الحديث والقائل ولا أدري هو الراوي عن عبد الرحمن (٤) بفتح العين المهملة (٥) معناه أنهم عرضوا عليهم الطعام فأبوا حتى يحضر أبو بكر وانما فعلوا ذلك ادبا ورفقا بأبي بكر فيما ظنوه لأنهم ظنوا أنه لا يحصل له عشاء من عشائهم (٦) القائل فذهبت أنا هو عبد الرحمن بن أبي بكر والقائل يا غنثر الخ هو ابو بكر رضي الله عنه وانما اختبأ عبد الرحمن خوفا من خصام أبيه له وشتمه إياه (وغنثر) بضم الغين المعجمة ثم بعدها نون ساكنة ثم ثاء مثلثة مفتوحة ومضمومة لغتان هذه هي الرواية المشهورة في ضبطه قالوا هو الثقيل الوخم وقيل هو الجاهل مأخوذ من الثغارة بفتح الغين المعجمة وهو الجهل والنون فيه زائدة وقيل هو السفيه وقيل هو ذباب أزرق وقيل هو اللئيم مأخذ من الغثر وهو اللؤم (٧) أو للشك من الراوي هل قال يا غنثر أو يا عنتر وعنتر بعين مهملة وتاء مثناة مفتوحتين قالوا وهو الذباب وقيل هو الأزرق منه شبهه به تحقيرا له (٨) إنما قال ذلك لما حصل له من الحرج والغيظ بتركهم العشاء بسببه وقيل أنه ليس بدعاء إنما أخبر أي لم تتهنئوا به وقته (٩) بعد هذا الحلف من الطرفين قال أبو بكر هذه من الشيطان يعني يمينه كما سيأتي في الحديث ثم أكل بعد الحلف وفيه أن من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فعل ذلك وكفر عنه يمينه كما جاءت به الأحاديث الصحيحة (١٠) أي زاد وفيه كرامة ظاهرة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وفيه اثبات كرامات الأولياء وهو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة (١١) هي أم رومان بنت عامر بن بني فراس بن غنيم بن غنيم بن مالك بن كنانة وهي أم عبد الرحمن وعائشة (١٢) قال أهل اللغة

<<  <  ج: ص:  >  >>