فوجدت في كتابي عن أبي ذر وهو السماع الأول (عن أبي الدرداء)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أفضل شيء في الميزان قال ابن ابي بكير (٢) أثقل شيء في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن (عن أم الدرداء)(٣) عن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به من أعطى حظه (٤) من الرفق أعطى حظه من الخير (٥) وليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن (باب الترغيب في كظم الغيظ وعدم الغضب)(عن ابن عباس)(٦) من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من جرعة (٧) أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد (٨) ما كظمها عبد الله إلا ملأ الله جوفه إيمانا (عن ابن عمر)(٩) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجرع عبد
الكلام عليه والله أعلم (تخريجه) (مذ ك هق) وصححه الترمذي والحاكم وأقره الذهبي (١) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وابن أبي بكير قالا ثنا ابراهيم يعني ابن نافع عن الحسن بن مسلم عن خاله عطاء بن نافع أنهم دخلوا على أم الدرداء فأخبرتهم أنها سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (٢) ابن ابي بكير بالتصغير هو يحيى الكرماني أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام أحمد هذا الحديث يعني أنه قال في روايته أثقل بدل أفضل (تخريجه) أورده المنذري بلفظ (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله يبغض الفاحش البذيئ) وعزاه للترمذي وابن حبان في صحيحه قال وقال الترمذي حديث حسن صحيح وزاد في روايته له وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة ورواه بهذه الزيادة البزار باسناد جيد لم يذكر فيه (الفاحش البذيئ) ورواه أبو داود مختصرا قال ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق (البذيئ) بالذال المعجمة ممدودا هو المتكلم بالفحش رديئ الكلام (٣) (سنده) حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن ابي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء يبلغ به (يعني يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم) من أعطى حظه الخ (غريبه) (٤) أي نصيبه من الرفق وهو الرأفة والرحمة والتلطف بما خلق الله (٥) أي من الخير كله إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان (تخريجه) (مذ) مرفوعا ولفظه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وروى الشطر الثاني منه الترمذي أيضا في موضع آخر عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيئ وقال هذا حديث حسن صحيح (٦) (عن ابن عباس الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب فضل من أنظر معسرا أو وضع له من كتاب البيوع والكسب في الجزء الخامس عشر صحيفة ٩٦ رقم ٣١٧ (غريبه) (٧) الجرعة تروى بالضم والفتح فالضم الاسم من الشرب اليسير والفتح المرة الواحدة منه (٨) شبه جرع غيظه ورده إلى باطنه بتجرع الماء وهي أحب جرعة يتجرعها العبد وأعظمها ثوابا وأرفعها درجة كحبس نفسه من التشفى ولا يحصل هذا الحب إلا بكونه قادرا على الانتقام (وقوله يكظمها عبد) أي يحبس غيظه لله بنية سلامة دينه وقيل ثوابه (٩) (سنده) حدثنا علي بن عاصم عن يونس بن عبيد أخبرنا الحسن عن ابن عمر الخ