للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن جابر بن سمرة) (١) قال كنت في مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم قال وأبي سمرة جالس أمامي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفحش (٢) والتفحش ليسا من الاسلام وأن احسن الناس اسلاما احسنهم خلقا (عن معاذ) (٣) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ أتبع (٤) السيئة بالحسنة تمحها (٥) وخالق الناس بخلق حسن (حدثنا وكيع) (٦) ثنا سفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اتق الله (٧) حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال وكيع (٨) وقال سفيان مرة عن معاذ


في الجزء السابع عشر رقم ٤٥ (١) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد ثنا أبو أسامة عن زكريا بن سياه ابي يحيى عن عمران بن رباح عن علي ابن عمارة عن جابر بن سمرة الخ (غريبه) (٢) الفحش والفاحشة والفواحش كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وقد يكون الفحش بمعنى التعدي في القول والجواب وقد يكون بمعنى الزيادة والكثرة والتفحش تفعل منه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني وأحمد وابنه وأبو يعلى بنحوه ورجاله ثقات (٣) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن ابي شبيب عن معاذ (يعني ابن جبل الخ) وجاء في آخر هذا الحديث (قال عبد الله بن الامام احمد) حدثني أبي فقال وقال وكيع وجدته في كتابي عن أبي ذر وهو السماع الأول قال أبي وقال وكيع قال سفيان مرة عن معاذ (غريبه) (٤) هكذا جاء هذا الحديث في مسند معاذ مختصرا بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا معاذ اتبع الخ اتبع بفتح الهمزة وسكون المثناة فوق وكسر الموحدة أي الحق (السيئة) الصادرة منك صغيرة أو كبيرة كما اقتضاه ظاهر الحديث وأياها كان فالحسنات تؤثر في السيئات بالتخفيف منها قال تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) فلا يعجزك إذا فرطت منك سيئة ان تتبعها حسنة بعد التوبة منها كصلاة أو صدقة أو استغفار (٥) أي السيئة المثبتة في صحف الكاتبين ثم ان ذا يخص من عمومه السيئة المتعلقة بآدمي فلا يمحها إلا الاستحلال مع بيان جهة الظلامة ان امكن ولم يترتب عليه مفسدة وإلا فالمرجو كفاية الاستغفار والدعاء وفضل الله واسع لاسيما إذا صلحت نية العبد وعزيمته (تخريجه) (مذ هب هق) وحسنه الترمذي وقال الذهبي في المهذب إسناده حسن (٦) (حدثنا وكيع الخ) (غريبه) (٧) اي بامتثال أمره واجتناب نهيه قال القيصري قد أكثر الناس القول في التقوى وحقيقتها تنزيه القلب عن الأدناس وطهارة البدن من الآثام وان شئت قلت الحذر من موافقة المخالفات (وقوله حيثما كنت) أي وحدك أو في جمع أو المراد في أي زمان ومكان كنت فيه رآك الناس أم لا والخطاب لكل من يتوجه اليه الأمر فيشمل كل مأمور وإفراد الضمير باعتبار كل فرد وما زائدة بدليل رواية حذفها وهذا من جوامع الكلم فإن التقوى وان قل لفظها كلمة جامعة ومن ثم شملت خيري الدنيا والآخرة إذ هي تجنب كل منهي عنه وفعل كل مأموربه فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين ثم نبه على تدارك ما عساه يفرط من تقصيره في بعض الأمور فقال (واتبع السيئة الحسنة الخ) وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث السابق (٨) (قال وكيع الخ) معناه ان وكيعا سمع هذا الحديث من سفيان عن حبيب عن ميمون عن أبي ذر فأثبته في كتابه ثم سمعه بعد ذلك من سفيان بهذا السند نفسه عن معاذ وتقدم حديث معاذ قبل هذا مع

<<  <  ج: ص:  >  >>