(عن عائشة)(١) رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل ليدرك يحسن الخلق بحسن الخلق درجة الصائم القائم (وفي لفظ) درجات قائم الليل صائم النهار (وعنها أيضا)(٢) قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وفي رواية كان يقول) اللهم احسنت خلقي فأحسن خلقي (عن أبي الدرداء)(٣) قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه (٤) فصدقوا وإذا سمعتم برجل تغير عن خلقه (٥) فلا تصدقوا به وأنه يصير إلى ما جبل عليه (عن أبي ثعلبة الخشنى)(٦) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احبكم إلي واقربكم مني في الآخرة محاسنكم اخلاقا وان أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساويكم اخلاقا الثرثارون (٧) المتفيهقون المتشدقون (٨)(عن اسامة بن شريك)(٩) قال جاء اعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الناس خير؟ قال أحسنهم خلقا
في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) ابن لهيعة حديثه ضعيف إذا عنعن ولم يصرح بالتحديث وهنا صرح بالتحديث فحديثه حسن كذا قال الهيثمي نفسه في غير موضع من كتابه وكذلك قال الحافظ ابن كثير (١) (سنده) حدثنا سعيد بن منصور قال ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشه الخ (تخريجه) (د حب ك) وصححه الحاكم وسكت عنه أبو داود والمنذري (٢) (سنده) حدثنا هاشم وأسود ابن عامر قالا ثنا اسرائيل عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشه الخ (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورواته ثقات (٣) (سنده) حدثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت يونس يحدث عن الزهري أن أبا الدرداء قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٤) أي إذا أخبركم مخبر بأن جلا من جبال الدنيا تحول وانتقل من محله الذي هو فيه إلى محل آخر (فصدقوا) يعني لا تكذبوا فإنه لا يخرج عن دائرة الامكان (٥) بضمتين أو بضم فكون طبعه وسجيته بأن فعل خلاف ما يقتضيه وثبت عليه (فلا تصدقوا به) اي لا تعتقدوا صحة ذلك بخروجه عن الامكان اذ هو بخلاف ما يقتضيه جبلة الانسان ولذلك قال (وانه يصير إلى ما جبل) بالبناء للمجهول أي طبع عليه يعني وان فرط منه على سبيل الندرة خلاف ما يقتضيه طبعه فما هو إلا كطيف منام أو برق لاح ومادام (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء وقال السخاوى حديث منقطع والله أعلم (٦) (سنده) حدثنا محمد بن عدى عن داود عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشنى الخ (غريبه) (٧) بثاءي مثلثتين مفتوحتين هموا الكثيروا الكلام تكلفا (المتفيهقون) المتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه اظهارا لفصاحته وفضله واستعلاءا على غيره ولهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالمتكبر في بعض الروايات (٨) المتشدق هو المتكلم بملء شدقية تفاصحا وتعظما لكلامه قال المنذري (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والطبراني وابن حبان في صحيحه (٩) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب الطب