للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه وإنما تطفأ النار بالماء (عن جارية بن قدامة السعدي) (١) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل علي لعلي أعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب (عن حميد بن عبد الرحمن) (٢) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني قال لا تغضب قال قال الرجل ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله (عن أبي هريرة) (٣) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال مرني بأمر ولا تكثر علي حتى أعقله قال لا تغضب فأعاد عليه قال لا تغضب (عن عطيه السعدي) (٤) قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استشاط (٥) السلطان تسلط الشيطان (عن عبد الله بن عمرو) (٦) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يباعدني من غضب الله عز وجل قال لا تغضب


(١) (سنده) حدثنا ابن نيمر حدثنا ابن هشام عن أبيه عن الاحنف بن قيس عن عم له يقال له جارية بن قدامة السعدي الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عن الأحنف بن قيس عن عمه وعمه جارية بن قدامة أنه قال يا رسول الله صلى الله قل لي قولا ينفعني الله به فذكر نحوه ورواه في الكبير كذلك وفي رواية عنده عن جارية بن قدامة عن ابن عم له قال قلت يا رسول الله ورجال أحمد رجال الصحيح ورواه أبو يعلى إلا انه قال عن جارية بن قدامة أخبرني عم أبي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ورجاله رجال الصحيح (٢) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (قلت) وأورده أيضا المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد ورجاله محتج بهم في الصحيح (٣) (سنده) حدثنا زيد بن يحيى الدمشقى حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت القاسم مولى يزيد يقول حدثني أبو هريرة قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (خ مذ) (٤) (سنده) حدثنا ابراهيم بن خالد حدثني أمية بن شبل وغيره عن عروة بن محمد قال حدثني أبي عن جدي (يعني عطية السعدي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٥) أي احتد في غضبه والتهب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات (٦) (سنده) حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث وبقية رجاله ثقات اهـ (قلت) ابن لهيعة حديثه يحتج به إذا صرح بالتحديث وقد صرح به هنا فحديثه حسن لا سيما ويؤيده ما تقدم بمعناه والله أعلم (هذا) وفي أحاديث الباب وصية وجيزة لمستوص طلب الاقلال من القول رغبة في أن يعيه ولعله كان غضوبا ولذا اقتصر صلى الله عليه وسلم في وصيته على ترك الغضب لان شأن الحكيم المرشد يخاطب كل شخص بما هو أولى به والنهي لا يتناول الغضب لأمر ديني كما لا يخفى وقد انطوت هذه الكلمة على خير ليس بالقليل فقد نهت عما له أثر سيء في تشويه الظاهر ومسخ الباطن فالغضب جماع الشر كله إذ بتوقده يتطور المرء بطور غير ويحول في متاه البغي فيتوسع في المعاصي القلبية والقالبية فهو لا ريب خلق يلزم صاحب التقية التطهر من رجسه وأقوى دافع له استحضار الفاعل الحقيقي

<<  <  ج: ص:  >  >>