خر رجال من قامتهم (١) في الصلاة لما بهم من الخصاصة (٢) وهم من أصحاب الصفة (٣) حتى يقول الأعراب إن هؤلاء مجانين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة انصرف إليهم فقال لهم لو تعلمون مالكم عند الله عز وجل لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة وفاقة قال فضالة وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ (عن محمود بن لبيد)(٤) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنتان يكرهما ابن آدم (٥) الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب (٦)(عن أبي سعيد الخدري)(٧) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن موسى عليه الصلاة والسلام قال أي رب عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا قال فيفتح له باب الجنة (٨) فينظر إليها قال يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط قال ثم قال موسى أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال فيفتح له باب من النار (٩) فيقال يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم
(غريبه) (١) أي من قيامهم فيها قال القاموس قام قوما وقومة وقياما وقامة انتصب (٢) بفتح المعجمة أي الجوع والضعف واصلها الفقر والحاجة (٣) بضم الصاد المهملة وتشديد الفاء وهم زهاد من الصحابة فقراء غرباء وكانوا سبعين ويقلون حينا ويكثرون حينا يسكنون صفة المسجد وهو موضع مظلل في مسجد المدينة لأنهم لا مسكن لهم ولا مال ولا ولد وكانوا متوكلين ينتظرون من يتصدق عليهم بشيء يأكلونه ويلبسونه (تخريجه) (مذ حب) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (٤) (سنده) حدثنا أبو سلمة ثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن عمرو عن عاصم ابن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد قال حدثنا سليمان بن أحمد انا اسماعيل اخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عاصم عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله (٥) أي غالبا وكأنه قيل وما هما؟ فقال (الموت) أي نزوله به (والموت) أي موته (خير للمؤمن من الفتنة) والظاهر أن المراد بالمؤمن هنا الموحد ضد المشرك والفتنه الكفر أو الضلال أو الاثم أو الاختبار والامتحان ونحوهما وذلك لأنه ما دام حيا لا يأمن الوقوع في ذلك (فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) ومن غير الغالب من اتحفه الله بلطف من عنده فحبب إليه الموت كالأولياء والصالحين (٦) يعني السؤال عنه كما في حديث (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وفيه عن ماله من أين اكتسبه وفيم انفقه أي ولو حلالا) (تخريجه) (ص) وأورده المنذري وقال رواه أحمد باسنادين رواة أحدهما محتج بهم في الصحيح قال ومحمود له رواية ولم يصح له سماع وقال الهيثمي أخرجه أحمد باسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح اهـ (قلت) يعني الطريق الثانية وعلى قول المنذري فالحديث مرسل والله أعلم (٧) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق ثنا ابن لهيعة عن دراج عن ابي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (٨) أي يفتح لموسى باب الجنة لينظر ما أعده الله لهذا العبد المؤمن (٩) أي يفتح لموسى باب من النار لينظر ما أعده الله لهذا الكافر أيضا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفي اسناده ابن لهيعة حديثه ضعيف إذا عنعن وقد عنعن ودراج بتثقيل