للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد الإياس فقلت عبد الرحمن فقال بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظنن أني لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات قال وما ذاك؟ قال من كثرة مالي أحاسب وأمحص (١) (عن العباس بن سالم اللخمي) (٢) قال بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي فحمل إليه على البريد ليسأله عن الحوض فقدم به عليه فسأله فقال سمعت ثوبان (٣) يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن حوضى من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكاويبه عدد النجوم من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين فقال عمر بن الخطاب من هم يا رسول الله؟ قال هم الشعث (٤) رءوساء الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات (٥) ولا تفتح لهم أبواب السدد (٦) فقال عمر بن عبد العزيز لقد نكحت المتنعمات وفتحت لي السدد (٧) إلا ان يرحمني الله والله لا جرم أن لا أدهن


والحركة وقيل هو الصوت والخشفة بالتحريك الحركة وقيل هما بمعنى وكذلك الخشف (نه) (١) معناه أن الذي أخره عن دخول الجنة مع أصحابه طول حسابه على كثرة ماله (روى الترمذي) أن عبد الرحمن ابن عوف اوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة الف قال الترمذي حديث حسن صحيح وقال عروة بن الزبير أوصى عبد الرحمن بخمسين الف دينار في سبيل الله تعالى وقال الزهري أوصى عبد الرحمن لمن بقي ممن شهد بدرا لكل رجل أربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها واخذها عثمان فيمن أخذ وأوصى بألف فرس في سبيل الله وخلف مالا عظيما من ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منها وترك الف بعير ومائة فرس وثلاثة آلاف شاة ترعى وكان له أربع نسوة صالحت امرأة منهن عن نصيبها بثمانين الف وهذا قليل من كثير ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات وسيأتي لذلك مزيد في مناقبة من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب مختصرا وقال رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه اهـ (قلت) يشير إلى أن علي بن يزيد الإلهاني ضعيف وعبيد الله بن زخر قال في التقريب صدوق يخطئ (قلت) وفيه أيضا مطرح ابن يزيد ضعفه في التقريب أيضا وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه وفيهما مطرح بن يزيد وعلي بن يزيد وهما مجمع على ضعفهما وعبد الرحمن بن عوف أحد أصحاب بدر والحديبية وأحد والعشرة المشهود لهم بالجنة وهم أفضل الصحابة رضي الله عنهم اهـ (٢) (سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا ابن عياش عن محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم اللخمي ال (غريبه) (٣) يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (٤) بضم الشين المعجمة وسكون المهملة جمع اشعث بالمثلثة أي المتفرقوا الشعر (ورءوسا) تمييز (الدنس) بضم المهملة والنون وقد يكن جمع الدنس وهو الوسخ (٥) هن بنات الأغنياء والمعنى لو خطبوهن لم يجابوا (٦) بضم السين المهملة بعدها دال مهملة مفتوحة جمع سدة وهي باب الدار سمي بذلك لأن المدخل يسد به والمعنى لو دقوا الأبواب واستأذنوا للدخول لم يفتح لهم ولم يؤذن (٧) جاء في رواية ابن ماجه (فبكى عمر حتى اخضلت لحيته ثم قال لكني نكحت الخ) وقد كان نكح فاطمة بنت عبد الملك وهي بنت الخليفة وجدها خليفة وهو مروان واخوتها الأربعة سلمان ويزيد وهشام والوليد خلفاء وزوجها خليفة فهذا من الغرائب وفيها قال الشاعر (بنت الخليفة جدها خليفة: زوج الخليفة أخت الخلائف)

<<  <  ج: ص:  >  >>