للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي إني حبست بعدك محبسا (١) فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سال مني العرق مالو ورده الف بعير كلها آكلة حمض (٢) لصدرت عنه رواءا (٣) (باب في ذكر قصة الرجل وزوجته الفقيرين المتعففين وما أكرمهما الله به) (عن شهر بن حوشب) (٤) قال قال أبو هريرة بينما رجل وامرأة في السلف الخالى (٥) لا يقدران على شيء (٦) فجاء الرجل من سفره فدخل على امرأته جائعا قد أصابته مسغبة (٧) شديدة فقال لامرأته أعندك شيء؟ قالت نعم أبشر أتاك رزق الله فاستحثها فقال ويحك ابتغي ان كان عندك شيء قالت نعم هنية (٨) نرجو رحمة الله حتى إذا طال عليه الطوى (٩) قال ويحك قومي فابتغي ان كان عندك خبر فأتيني به فإني قد بلغت وجهدت فقالت نعم الآن ينضج التنور فلا تعجل فلما ان سكت عنها ساعة وتحينت أيضا أن يقول لها قالت هي من عند نفسها لو قمت فنظرت إلى تنوري فقامت فوجدت تنورها ملآى جنوب (١٠) الغنم ورحييها تطحنان إلى الرحى فنفضتها واخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم قال أبو هريرة فوالذي نفس أبي القاسم بيده عن قول محمد صلى الله عليه وسلم لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتها إلى يوم القيامة (وعنه من طريق ثان) (١١) قال دخل رجل على أهله فلما رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرية (١٢) فلما رأت امرأته قامت إلى الرحى فوضعتها والى التنور فسجرته (١٣) ثم قالت اللهم ارزقنا فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت (١٤) قال وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئا (١٥) قال فرجع الزوج قال اصبتم بعدي شيئا؟ قالت امرأته


حدثنا حسن حدثنا دويد عن سلم بن بشير عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (١) المحبس بكسر الياء الموحدة مصدر كالحبس كما ذكره صاحب اللسان عن بعضهم وهذا الحديث يؤيده (٢) الحمض بفتح الحاء وسكون الميم من النبات وهو كل نبت في طعمه حموضة وهو للابل كالفاكهة للانسان وذلك ان الابل إذا ملت رعى الخلة وهو الحلو من النبات اشتهت الحمض فتحولت إليه فإذا أكلته شربت عليه (٣) بكسر الراء وتخفيف الواو آخره همزة جمع ريان وريا للمذكر والمؤنت يقال رجل ريان وامرأة ريا من قوم رواء (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب فإن كان هو الذي روى عن سفيان فقد ذكره العجلى في كتاب الثقات وان كان غيره لم اعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن بشير وهو ثقة اهـ هكذا قال الهيثمي مسلم بن بشير بزيادة ميم في أوله ولم أقف لسلم ولا لمسلم على ترجمة في كتب الرجال فالله أعلم (باب) (٤) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال ثنا شهر بن حوشب قال قال ابو هريرة الخ (غريبه) (٥) ظاهره ان هذه القصة كانت قبل عصر النبوة (٦) أي لا يملكان شيئا من حطام الدنيا (٧) أي تعب شديد وجوع (٨) اي اصبر زمنا قليلا (٩) أي شدة الجوع (وقوله ويحك) معناه عذاب لك لأن ويح قد تكون بمعنى الرحمة وقد تكون بمعنى العذاب وقد قالها الرجل وهو في ثورة الغضب فيراد بها العذاب أي عذاب لك والله أعلم (١٠) الجنوب جمع جنب يريد جنب الشاة أي انه كان في التنور جنوب كثيرة لا جنب واحد (١١) (سنده) حدثنا أبن عامر انا ابو بكر عن هشام عن محمد بن ابي هريرة قال دخل رجل على أهله الخ (١٢) البرية بفتح الموحدة وتشديد الراء مكسورة ثم ياء مشددة مفتوحة وآخره هاء الصحراء وجمعه البراري (١٣) أي أوقدته (١٤) الجفنة القصة الكبيرة تكون تحت الرحى لتلقى ما يطحن من الدقيق (١٥) يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>