للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تليها ويد السائل السفلى فأعطين الفضل ولا تعجز عن نفسك (عن معبد الجهنى) (١) قال كان معاوية (رضي الله عنه) قلما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ويقول هؤلاء الكلمات فلما يدعهن أو يحدث بهن في الجمع (وفي رواية يوم الجمعة) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإن هذا المال حلو خضر (٢) فمن يأخذه بحقه (٣) يبارك له فيه وإياكم والتمادح فإنه الذبح (٤) (عن عامر بن سعد) (٥) أن أخاه عمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجا من المدينة فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب (٦) فلما أتاه قال يا أبت أرضيت أن تكون اعرابيا في غنمك والناس يتنازعون في الملك بالمدينة؟ فضرب سعد صدر عمر وقال اسكت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل يحب العبد التقي (٧) الغني الخفنى (٨) (ومن طريق ثان) (٩)


ذكرته هنا لقوله في آخره ولا تعجز عن نفسك اي لا تحرم نفسك من اظهار نعمته عليك بالغني كما قال له في الحديث السابق (إذا آتاك الله مالا فلير عليك نعمته وفي الرواية الأخرى فلير اثر نعمة الله عليك) ثم امره في هذا الحديث ان يعطى الفضل يعني بعد كفاية نفسه ومن تلزمه نفقته من الزوجة والأولاد والأقارب في الصدقة وأعمال البر والله أعلم (١) (سنده) حدثنا عفان ثنا شعبة قال أنبأني سعد بن إبراهيم عن معبد الجهنى الخ (غريبه) (٢) أي غض ناعم طرى (٣) اي يكون مستحقا لأخذه كالفقير والمسكين وابن السبيل ونحو ذلك (٤) الذبح هنا مجاز عن الهلاك فانه من أسرع أسبابه وفيه التحذير من التمادح وهو أن يمدح الناس بعضهم بعضا لأغراض دنيوية وقد جاءت أحاديث كثيرة في جواز المدح والنهي عنه وللعلماء كلام في ذلك سيأتي في كتاب المدح والذم في هذا الجزء ان شاء الله تعالى (تخريجه) (ق وغيرهما) بألفاظ مختلفة وليس فيها لفظ التمادح (٥) (سنده) حدثنا ابو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد (يعني ابن أبي وقاص) أن اخاه عمر الخ (غريبه) (٦) استعاذ سعد من ابنه لكونه يعلم منه التطلع إلى الفتن السياسية والطمع في الامارة وقد تحققت فراسة سعد في ابنه فقد استعمله عبد الله بن زياد وكان على رأس الجيش الذي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وقد انتقم الله منه حيث قتله المختار بن عبيد وقتل ابنه حفصا حينما تغلب المختار على الكوفة (٧) يعني المؤمن التقي بمثناة فوقيه من يترك المعاصي امتثالا للمأمور به واجتنابا للمنهي عنه (الغنى) قال جماعة المراد بالغنى هنا غنى النفس لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس) وجزم به في الرياض وهو الغنى المحبوب وأشار البيضاوي والقاضي عياض والطيى إلى أن المراد غنى المال والمال غير محظور لعينه بل لكونه يعوق عن الله فكم من غني لم يشغله غناه عن الله وكم من فقير شغله فقره عن الله فالتحقيق أنه لا يطلق القول بتفضيل الغنى على الفقير وعكسه (٨) بالخاء المعجمة قال النووي هذا هو الموجود في النسخ والمعروف في الروايات وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة فمعناه بالمجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه ومعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وغيرهم من الضعفاء والصحيح بالمعجمة وفي هذا الحديث حجة لمن يقول الاعتزال أفضل من الاختلاط وحمله من قال بالتفضيل للاختلاط على الاعتزال على وقت الفتنة ونحوها والله أعلم (٩) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا كثير بن زيد الأسلمي عن المطلب (يعني ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>