للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل (١) يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة (٢) زيد في بلائه وان كان في دينه رقة (٣) خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة (عن أبي هريرة) (٤) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وفي ماله وفي والده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة (وعنه أيضا) (٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الزرع (٦) لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كشجرة الأرز (٧) لا تهتز حتى تحصد (وعنه من طريق ثان) (٨) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن مثل خامة (٩) الزرع من حيث انتهي الريح كفتها (١٠) فاذا سكنت اعتدلت وكذلك مثل المؤمن يتكفأ بالبلاء (١١) ومثل الكافر كمثل الأرزة جاء معتدلة يقصمها الله إذا شاء (وعنه أيضا) (١٢) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من يرد الله به خيرا يصب (١٣) منه


حدثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن أبيه (يعني سعد بن أبي وقاص) قال قلت الخ (غريبه) (١) أي الاشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة يقال هذا امثل من هذا أي أفضل وأدنى إلى الخير (نه) (٢) أي قوة (٣) أي ضعف (تخريجه) (نس جه حب مي ك) وقال الترمذي حديث حسن صحيح (٤) (سنده) حدثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة الخ (تخريجه) (حب ك هق) وأبو نعيم في الحلية وصححه الترمذي والحاكم واقره الذهبي (٥) (سنده) حدثنا عبد الأعلى ثنا معمر عن الأزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الخ (غريبه) (٦) أي كالحنطة ونحوها من النبات اللين الذي لم يشتد بعد (لا تزال الريح تميله) أي تحركه يمنه ويسره ومعناه أن المؤمن لا يخلو من بلاء يصيبه فهو يميله تارة كذا وتارة كذا فهو كثير الآلام في بدنه وماله فيعرض ويصاب غالبا ويخلو من ذلك أحيانا ليكفر عنه سيئاته ويفعل الله ذلك بالمؤمن ليصرفه إليه في كل حال فكلما سكنت نفسه إلى شيء أمالها عنه ليدعوه بلسانه وجنانه لأنه يحب صوته (٧) بفتح الهمزة وسكون الراء شجر معروف بالشام وهي شجر الصنوبر والصنوبر ثمرتها لا تهتز حتى تحصد بمنجل الموت فشبه بها المنافق لقساوة قلبه وعدم ميله إلى الايمان فنفسه كالخشب المسندة لا تميل لشيء وقلبه كالحجر بل أشد ليس فيه رطوبة الايمان ولا تعتريه الأمراض والمصائب في الغالب ليجئ بسيئاته كاملة يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك (٨) (ستنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو وسريج المعنى قالا ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخ (٩) هي الطاقة الغضة اللينة من الزرع وقيل مالها ساق واحد (١٠) أي امالتها يمنة ويسرة (١١) اي يصاب به تارة في بدنه وتارة في أهله وتارة في ماله لتكفير ذنوبه ورفع درجاته والكافر قليلها وان حل به شيء لم يكفر بل يأتي بها تامة يوم القيامة وفي أحاديث هذا الباب اشارة إلى انه ينبغي للمؤمن أن يرى نفسه في الدنيا عارية معزولة عن استيفاء اللذات والشهوات معروضة للحوادث والمصيبات مخلوقة للآخرة لأنها جنته ودار خلوده وثباته والله أعلم (تخريجه) (ق وغيرهما) (١٢) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن محمد بن عبد الله ابن أبي صعصعة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة الخ (غريبه) (١٣) بكسر الصاد عند الأكثر والفاعل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>