رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال متى عهدك بأم ملدم (١) وهو حر بين الجلد واللحم؟ قال ان ذلك لوجع ما أصابني قط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الخامة (٢) تحمر مرة وتصفر أخرى (٣)(عن سهل بن معاذ عن أبيه)(٤) عن ابي الدرداء أنه أتاه عائدا (٥) فقال أبو الدرداء لأبي بعد أن سلم عليه بالصحة لا بالوجع ثلاث مرات يقول ذلك (٦) ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما يزال المرء المسلم به المليلة (٧) والصداع وأن عليه من الخطايا لأعظم من أحد (٨) حتى يتركه وما عليه من الخطايا مثقال حبة من خردل (٩)(عن أبي أمامة)(١٠) عن النبي صلى الله عليه وسلم
أبي بن كعب عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (١) هي كنية الحمى والميم الأولى مكسورة زائدة والدمت عليه الحمى أي دامت وبعضهم يقولها بالذال المعجمة (نه) (٢) هي الطاقة الغضة اللينة من النبات التي لم تشتد بعد وقيل ما لها ساق واحد وانها منقلبة عن واو (٣) معناه أنه ليس على حالة واحدة بل تعتريه الأمراض فتارة يكون صحيحا وتارة يكون مريضا (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفي اسناده رجل لم يسم (٤) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه (يعني معاذ بن أنس الجهنى) عن أبي الدرداء الخ (وله طريق أخرى) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني عن أبيه عن جده أنه دخل على أبي الدرداء فقال بالصحة لا بالمرض فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وان ذنبه مثل أحد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل اهـ (قلت) جاء في هذه الرواية (عن معاذ بن سهل بن أنس الجهني عن أبيه عن جده) وهو خطأ من الناسخ أو الطابع وصوابه عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه لا عن جده كما جاء في الطريق الأولى (غريبه) (٥) يعني أن معاذ بن أنس اتى أبا الدرداء يعوده لمرض ألم به (٦) صريح هذه الرواية أن القائل بالصحة لا بالوجع هو أبو الدرداء لكن ظاهر الرواية الثانية أن القائل ذلك هو معاذ ابن أنس ويمكن الجمع بينهما بأن القائل ذلك أولا هو معاذ بن أنس ثم رد عليه أبو الدرداء بقوله ذلك ثلاث مرات (٧) المليلة حرارة الحمى ووهجها وقيل هي الحمى التي تكون في العظام (نه) (والصداع) بضم الصاد المهملة وجع بعض أعضاء الرأس أو كله فما منه في أحد شقي الرأس لازما سمي شقيقة أو شامل لكلها لازما سمي بيضة وخوذة وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتقان البخار فيها وهو مرض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان أكثر مرض النبي صلى الله عليه وسلم منه (٨) بضم الهمزة والحاء المهملة الجبل المعروف بالمدينة (٩) معناه أن الله عز وجل يكفر عنه جميع ذنوبه وخص الخردل بالذكر لكمال المبالغة إذ هو أصغر الحبوب قدرا (تخريجه) (طب) وابن ابي الدينا قال المنذري فيه ابن لهيعة وسهل بن معاذ اهـ وقال الهيثمي فيه ابن لهيعة وهو ضعيف اهـ (قلت) ذكرنا غير مرة ان ابن لهيعة إذا قال حدثنا فحديثه حسن وقد قال حدثنا في هذين الطريقين وأما سهل بن معاذ فقد قال الحافظ في التقريب لا بأس به إلا في روايات زبان عنه ولم يذكر زبان في الطريق الثانية وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي يعلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة وان عليهما من الخطايا مثل أحد فما تدعهما وعليهما مثقال خردلة أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أبو يعلي ورواته ثقات (عن أبي أمامة) (١٠) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء