وكان يأتي مع أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان ابنه توفي فوجد عليه (١) أبوه قريبا من ستة أيام لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أرى فلانا قالوا يا رسول الله ان ابنه توفي فوجد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان أتحب لو ان ابنك عندك الآن كأنشط الصبيان نشاطا؟ أتحب ان ابنك عندك أجرأ الغلمان جراءة؟ اتحب ان ابنك عندك كهلا كأفضل الكهول أو يقال لك ادخل الجنة ثواب ما أخذ منك (عن أنس بن مالك)(٢) قال انطاق حارثة بن عمتي (٣) يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما نظارا (٤) ما انطلق للقتال فأصابه سهم فقتله قال فجاءت أمه عمتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابني حارثة ان يكن في الجنة اصبر واحتسب والا فسيرى الله ما اصنع (٥) قال يا أم حارثة إنها جنان كثيرة وإن حارثة في الفردوس (٦) الأعلى (باب قصة أم سليم مع زوجها أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهما عندما توفي ولدهما)(عن أنس)(٧) قال مات ابن لأبي طلحة (٨) من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون انا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاءا فأكل وشرب قال ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك (٩) فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت أن قوماً أعاروا
من الراوي (١) أي حزن (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة فيه كلام اهـ (قال النووي) رحمه الله وفي هذه الأحاديث (يعني أحاديث الباب) دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة وقد نقل جماعة فيهم اجماع المسلمين وقال المازرى أما أولاد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فالاجماع متحقق على انهم الجنة وأما أطفال من سواهم من المؤمنين فجماهير العلماء على القطع لهم بالجنة ونقل جماعة الاجماع في كونهم من أهل الجنة قطعا لقوله تعالى (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم) وتوقف بعض المتكلمين إلى أنه لا يقطع لهم كالمكلفين والله أعلم (٢) (سنده) حدثنا عفان ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس بن مالك الخ (٣) هي الربيع بفتح الموحدة وتشديد الياء التحتية مكسورة بنت النضر عمة أنس بن مالك وأم حارثة بن سراقة فقد روى الترمذي وابن خزيمة من حديث أنس أن الربيع بنت النضر أتت النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابنها حارثة بن سراقة أصيب يوم بدر الحديث (٤) أي ينظر إلى القتال ليقاتل قال في المختار النظاره مشددا القوم ينظرون إلى شيء (٥) تعني من البكاء والحزن عليه فقد جاء عند البخاري بلفظ (اجتهدت عليه في البكاء) بدل فسيرى الله ما أصنع (قال الخطابي) أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا فيؤخذ منه الجواز وتعقبه الحافظ بقوله كان ذلك قبل تحريم النوح فلا دلالة فيه فإن تحريمه كان عقب غزوة أحد وهذه القصة كانت عقب غزوة بدر (٦) قال في النهاية الفردوس هو البستان الذي فيه الكرم والأشجار والجمع فراديس ومنه جنة الفردوس (تخريجه) (خ مذ خز نس) وغيرهم (٧) (سنده) حدثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) قال مات ابن لأبي طلحة الخ (غريبه) (٨) أبو طلحة هو الأنصاري زوج أم سليم بضم السين المهملة وفتح اللام أم أنس ابن مالك (٩) يعني انها تزينت ومست من الطيب ثم دخلت معه في فراشه كما سيأتي في الطريق الثانية