للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاريتهم أهل بيت وطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم؟ قال لا (١) قالت فاحتسب ابنك فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر (٢) ليلتكما قال فحملت قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا (٣) فدنوا من المدينة فضربها المخاض (٤) واحتبس عليها أبو طلحة (٥) وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو طلحة يا رب إنك لتعلم أنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج وادخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى (٦) قال تقول أم سليم يا أبا طلحة ما اجد الذي كنت أجد (٧) فانطلقنا قال وضربها المخاض حين قدموا فولدت غلاما (٨) فقالت لي أمي يا أنس لا يرضعنه أحد حتى تغدوا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصادفته ومعه ميسم (٩) فلما رآني قال لعل أم سليم ولدت؟ قلت نعم فوضع الميسم قال فجئت به فوضعته في حجره قال ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في الصبي (١٠) فجعل الصبي يتلمظ (١١) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى حب الأنصار التمر قال فمسح وجهه وسماه عبد الله (١٢) (ومن طريق ثان) (١٣) (فر) عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال تزوج أبو طلحة من أم سليم وهي أم أنس (بن مالك) والبراء قال فولدت له بنيا قال فكان يحبه حبا شديدا قال فمرض الغلام مرضا شديدا فكان أبو طلحة يقوم صلاة الغداة يتوضأ ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي (١٤) معه ويكون معه إلى قريب من نصف النهار (١٥) ويجيئ يقيل ويأكل فإذا صلى الظهر تهيأ (١٦) وذهب فلم يجيئ إلى صلاة العتمة (١٧) قال فراح عشية ومات


(١) قال النووي ضربها لمثل العارية دليل لكمال علمها وفضلها وعظم إيمانها وطمأنينتها (٢) أي ماضيها (٣) أي لا يدخلها في الليل (٤) أي الطلق ووجع الولادة (٥) يعني أنه بقي مع زوجته حين ضربها المخاض وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (٦) يعني باشتغاله بزوجته وهذا يدل على كمال محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبته في الجهاد وتحصيل العلم والخير (٧) تريد أن الطلق انجلى عنها وتأخرت الولادة وفيه كرامتها وقبول دعاء أبي طلحة (٨) فيه قبول دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما حيث قال (بارك الله لكما في غابر ليلتكما) وهذا الغلام سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وجاء من ولده عشرة رجال علماء أخيار (٩) هي الآلة التي يكوى بها الحيوان من الوسم وهو العلامة ومنه قوله تعالى (سنسمه على الخرطوم) أي سنجعل على أنفه علامة يعرف بها يوم القيامة والخرطوم من الإنسان الأنف وفيه جواز وسم الحيوان ليتميز وليعرف فيردها من وجدها وفيد تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ووسمه بيده (١٠) أي حنكه بها أي دلك بها حنكه (١١) أي يتتبع بلسانه بقيتها ويمسح به شفتيه وفيد تحنيك المولود وأنه يحمل إلى صالح ليحنكه (١٢) فيه جواز تسمية المولود في يوم ولادته واستحباب التسمية بعبد الله (١٣) (قر) (سنده) قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الامام أحمد) فرأت على أبي هذا الحديث وجده فأقر به وحدثنا ببعضه في مكان آخر قال (حدثنا) موسى بن هلال العبدي ثنا همام عن ابن سيرين عن أنس بن مالك الخ (١٤) أي يقوم لصلاة الصبح (١٥) أي لطلب العلم والاستفادة (١٦) أي تهيأ لشغله ومعاشه (١٧) أي صلاة العشاء

<<  <  ج: ص:  >  >>