للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصبي قال وجاء أبو طلحة قال نسجت عليه ثوبا وتركته (١) قال فقال لها أبو طلحة يا أم سليم كيف بيات بني الليلة؟ قالت يا أبا طلحة ما كان ابنك منذ اشتكى اسكن منه الليلة (٢) قال ثم جاءته بالطعام فأكل وطابت نفسه قال فقام إلى فراشه فوضع رأسه قالت وقمت أنا فمسست شيئا من طيب ثم جئت حتى دخلت معه الفراش فما هو إلا أن وجد ريح الطيب كان منه ما يكون من الرجل إلى أهله قال ثم أصبح أبو طلحة يتهيأ كما كان يتهيأ كل يوم (٣) قال فقالت له يا أبا طلحة أرأيت لو أن رجلا استودعك وديعة فاستمتعت بها ثم طلبها فأخذها منك تجزع من ذلك؟ قال لا قلت فإن ابنك قد مات قال أنس فجزع عليه جزعا شديدا وحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرها في الطعام والطيب وما كان منه اليها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبتما عروسين وهو إلى جنبكما؟ قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما (٤) قال فحملت أم سليم تلك الليلة قال فتلد غلاما قال فحين أصبحنا قال أبو طلحة احمله في خرقة حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمل معك تمرة عجوة قال فحملته في خرقة قال ولم يحنك ولم يذق طعاما ولا شيئا (٥) قال فقلت يا رسول الله ولدت أم سليم قال الله أكبر ما ولدت؟ قلت غلاما قال الحمد لله فقال هاته لي فدفعته إليه فحنكه (٦) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي معك تمر عجوة؟ قلت نعم فأخرجت تمرات فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة والقاها في فيه فمازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوكها حتى اختلطت بريقه ثم دفعه الصبي فما هو إلا أن وجد الصبي حلاوة التمر جعل يمص بعض حلاوة التمر وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس فكان أول من فتح أمعاء ذلك الصبي على ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر فسمي عبد الله بن طلحة قال فخرج منه رجل كثير (٧) قال واستشهد عبد الله بفارس (باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصبر عند الصدمة الأولى) (عن ثابت البتانى) (٨) قال سمعت انسا يقول لامرأة من أهله اتعرفين فلانه؟ فإن رسول الله


(١) يعني أن أم سليم أم الصبي غطته بثوب بعد موته وكتمت أمره عن أبي طلحة فلم تخبره بموته (٢) أوهمته أنه استراح من مرضه وتريد أنه استراح منه بالموت فما كذبت (٢) اي يذهب في الصباح إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد الظهر إلى معاشه كما تقدم في الطريق الأولى (٤) معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم سر بفعل أم سليم مع زوجها لأن ذلك لا يصدر إلا من امرأة حازمة عاقلة تقية صابرة ولذلك دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبارك الله لهما في ليلتهما وقد استجاب الله دعاءه فحملت في تلك الليلة بعبد الله الذي أوجد الله من ذريته الخير الكثير كما تقدم (٥) كان ذلك بأمر أم سليم لأنها أرادت أول شيء يدخل جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان ذلك (٦) تقدم معنى التحنيك في الطريق الأولى (٧) ثبت في صحيح البخاري عن ابن عيينه قال قال رجل من الانصار رأيت تسعة أولاد كلهم قد قرءوا القرآن يعني من أولاد عبد الله وفي غير البخاري عن علي بن المديني قال ولد لعبد الله بن أبي طلحة عشرة من الذكور كلهم قرءوا القرآن وروى أكثرهم العلم وروي عن عبد الله ابناه اسحاق وعبد الله وشهد مع علي صفين وقتل بفارس شهيدا رضي الله عنه (تخريجه) (م طل) (باب) (٨) (عن ثابت البتانى الخ) هذا الحديث تقدم

<<  <  ج: ص:  >  >>