للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثل الجليس الصالح مثل العطار (١) ان لم يحذك من عطره علقك من ريحه (٢) ومثل الجليس السوء مثل الكير (٣) ان لم يحرقك نالك من شروره والخازن الأمين (٤) الذي نؤدي ما أمر به مؤتجرا أحد المتصدقين (ومن طريق ثان) (٥) عن أبي كبشة قال سمعت أبا موسى الأشعري يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح كمثل العطار فكر نحوه مختصرا (٦) (عن زر بن حبيش) (٧) قال وفدت في خلافة عثمان بن عفان وانما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان بن عسال (رضي الله عنه) فقلت له هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة (عن قيس بن سعد بن عبادة) (٨) قال أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعنا له غسلا فاغتسل ثم أتينا بملحقة (٩) ورسية فاشتمل بها فكأني أنظر إلى أثر الورس على عكنه (١٠) ثم اتيناه بحمار ليركب فقال صاحب الحمار أحق بصدر حماره (١١) فقال يا رسول الله


أبي موسى رواية الخ (قلت) أبو موسى هو الاشعري وقوله رواية هكذا جاء بالأصل (غريبه) (١) جاء في رواية كحامل المسك (وقوله ان لم يحذك) كيعطك وزنا ومعنى (٢) أي تعلق بثيابك شيء من ريحه وشممت منه رحا طيبة (٣) أي نافخ الكير كما صرح بذلك في بعض الروايات والكير بالياء التحتية آلة الحداد الذي ينفخ بها (٤) أي الذي يشتغل عند رب المال بالأجرة إذا تصدق بشيء بإذن رب المال (أحد المتصدقين) أي له أجر عند الله كما لرب المال أجر ولا يلزم التساوي في الاجر بل المراد أن الاجر يكون مقسوما بينهما لهذا نصيب بماله ولهذا نصيب بعمله فلا يزاحم صاحب المال العامل في نصيب عمله ولا يزاحم العامل صاحب المال في نصيب ماله أما إذا تصرف العامل في مال غيره بغير اذنه فلا أجر له مطلقا بل عليه وزر بتصرفه في مال غيره بغير اذنه والله أعلم (٥) (سنده) حدثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عاصم الأحول عن أبي كبشة الخ (٦) اي لم يذكر فيه سوى الجليس الصالح والجليس السوء (تخريجه) (ق نس) بدون ذكر الخازن الأمين الخ (٧) (سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا همام ثنا عاصم بن بهدلة حدثني زر بن حبيش الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وحديثه حسن اهـ (قلت) وموضع الدلالة منه أن زر بن حبيش جاء من بلده لا لشيء إلا لملاقاة بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك بهم وفيه منقبة لصفوان بن عسال حيث قد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة (٨) (سنده) حدثنا وكيع ثنا ابن أبي ليلى عن محمد ابن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن محمد بن شرحبيل عن قيس بن سعد الخ (غريبه) (٩) بكسرالميم وسكون اللام هي الملاءة وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به (وقوله ورسية) بفتح الواو وسكون الراء بوزن شرقية اي مصبوغة بالورس وهو نبت أصفر يصبغ به (١٠) جمع عكنة كغرفة وغرف وهي الطي في الطن من السمن (١١) أي فلا يركب غيره معه عليه الا رديفا الا أن يؤثره فلا يأبى الكرامة (قال ابن العربي) انما كان الرجل أحق بصدر دابته لأنه شرف والشرف حق المالك ولأنه يصرفها في المشي حيث شاء وعلى أي وجه أراد من اسراع وابطاء وطول وقصر بخلاف غير المالك (قلت) فيه دلالة على اكرام الصالحين وحبهم ومبالغة الصحابة في اكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه حتى ان صاحب الحمار تنازل عن حماره وملكه اياه لما علم أن صاحب الحمار احق بصدر حماره لتكون الصدارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه

<<  <  ج: ص:  >  >>