للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن سهل بن سعد الساعدي) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن مألفة (٢) ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (عن أبي مسلم الخولاني) (٣) قال دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا (وفي رواية حسن الوجه ادعج العينين اغر الثنايا) ساكت فإذا امترى (٤) القوم في شيء اقبلوا عليه فسألوه (وفي رواية فإذا اختلفوا في شيء فقال قولا انتهوا إلى قوله) (٥) فقلت لجليس لي من هذا؟ قال هذا معاذ بن جبل فوقع له في نفسي حب فكنت معهم حتى تفرقوا ثم هجرت (٦) إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فسكت لا يكلمني فصليت ثم جلست فاحتبيت برداء لي ثم جلس فسكت لا يكلمني وسكت لا اكله ثم قلت والله اني لأحبك قال فيم تحبني؟ قال قلت في الله تبارك وتعالى فأخذ بحبوني فجرني اليه هنية (٧) ثم قال ابشر ان كنت صادقا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون (٨) والشهداء (وفي رواية) احب انه قال في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله (وفي أخرى) يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء قال فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال فأنا احدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم يرفعه إلى الرب عز وجل قال حقت محبتي (٩) للمتحابين في وحقت


والحب في الله والبغض في الله من الأمور التي حث عليها الشارع فمن أحب انسانا لله عز وجل امتثل أمره وبهذا الاعتبار يكون قد أكرم ربه والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد فقط ورمز له بعلامة الصحيح لكن قال شارحه المناوي رمز لحسنه وهو كما قال أو اعلى فقد قال الهيثمي وغيره رجاله وثقوا اهـ (قلت) يحتمل أن النسخة التي وقعت للمناوي كان الرمز فيها بعلامة الحسن والله أعلم (١) (سنده) حدثنا علي بن بحر ثنا عيسى بن يونس عن الحسن بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي الخ (غريبه) (٢) معناه يألف ويؤلف كما جاء في بعض الروايات فو يألف الناس لكرم أخلاقه وسهوله طباعه ونيته وتألفه الناس لأن الإيمان هذبه واما ضعيف الايمان فلا تألفه الناس لسوء خلقه وشذوذ طباعه ولا يألفهم لعدم اقبالهم عليه ومن دواعي التآلف ترك الجدال والمراء وكثرة المزاح والاعتذار عند توهم شيء في النفس (تخريجه) لم أقف عليه من حديث سهل بن سعد لغير الامام احمد وصححه الحافظ السيوطي والهيثمي (٣) (سنده) حدثنا كثير بن هشام ثنا جعفر يعني ابن برقان ثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن ابي رباح عن أبي مسلم الخولاني الخ (غريبه) (٤) أي اختلفوا في شيء كما صرح بذلك في الرواية الأخرى (٥) معناه أطاعوه واقتدوا به (٦) بفتح أوله والجيم المشددة أي بكرت قال في النهاية التهجير التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه (٧) أي شيئا قليلا (٨) الغبطة بالكسر أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه وليس بحسد (٩) وفي رواية وجبت محبتي الخ معناه أن الله عز وجل أوجب على نفسه محبة المتحابين فيه كما قال تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) (والمتزاورين) الذين يزور بعضهم بعضا لله (والمتباذلين) الذين يبذلون أموالهم ويتصدقون بها ابتغاء مرضاة الله (والمتواصلين) الذين يصل بعضهم

<<  <  ج: ص:  >  >>