وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فقال والذي نفسي بيده حتى تأطروهم (١) على الحق أطرا (عن المنذر بن جرير عن أبيه)(٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يعملون بالمعاصي وفيهم رجل أعز منهم وامنع (٣) لا يغيرون الا عمهم الله عز وجل بعقات أو قال أصابهم العقاب (عن منذر الثوري)(٤) عن الحسن بن محمد قال حدثتني امرأة من الانصار هي حية اليوم ان شئت ادخلتك عليها قلت لا حدثني قال دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه غضبان فاستترت منه بكم درعى فتكلم بكلام لم أفهمه فقلت يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل وهو غضبان فقالت نعم أو ما سمعت ما قال؟ قلت وما قال؟ قالت قال ان الشر اذا فشا في الأرض فلم يتناه (٥) عنه أرسل الله عز وجل بأسه على أهل الأرض قالت قلت يا رسول الله وفيهم الصالحون قال نعم وفيهم الصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه أو إلى رضوانه ومغفرته (عن عبد الله بن عمرو)(٦) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيت أمتى لا يقولون للظالم منهمم أنت الظالم
ابن هارون شيخ الإمام أحمد (احسبه) أي أظنه (١) بكسر الطاء المهملة من باب ضرب والأطرعطف الشيء وهو أن تقبض على أحد طرفيه فتثنيه يقال أطرت الشيء فاتأطر وتأطر أي انثنى ومعناه تقهرهم وتلزمهم باتباع الحق (تخريجه) (د مذ جه) وقال الترمذي حديث حسن غريب وكلهم رووه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ولم يسمع من أبيه وعلى هذا فالحديث ضعيف وقيل سمع ولذلك حسنه الترمذي والله أعلم (٢) (سنده) حدثنا حجاج بن محمد انا شريك عن أبي اسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه الخ (قلت) جرير هو ابن عبد الله الصحابي رضي الله عنه (غريبه) (٣) أي أعز من الفاعلين واضح منهم أي يمكنه أن يغير هذا المنكر ثم لا يفعل والظاهر أن المرأة اذا عملت المعصية فهو من هذا القبيل لأن الرجال أعز من النساء ويستفاد منه أن العقاب يكون عاما للصالح والطالح كما صرح بذلك في الحديث التالي فالصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أبو داود عن أبي اسحاق قال اظنه عن ابن جرير ولم يسم ابنه ورواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه والأصبهاني وغيرهم عن أبي اسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه (٤) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال انا شريك بن عبد الله عن جامع بن أبي رائد عن منذر الثوري الخ (وله طريق ثان) قال حدثنا حسين قال ثنا خلف يعني ابن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرند عن المعروف ابن سويد عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله عز وجل بعذاب من عنده فقلت يا رسول الله اما فيهم يزمئذ اناس صالحون؟ قال بلى قالت فكيف يصنع أولئك؟ قال يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوانه (غريبه) (٥) بضم أوله مبني للمجهول أي لم ينه الناس عنه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح اهـ (قلت) هو السند الأول من طريق يزيد بن هارون ورواه أيضا الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية (٦) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي حدثنا الحسن بن عمرو عن