للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اما تغار؟ قال والله أني لأغار والله أغير منى (١) ومن غيرته نهى عن الفواحش (وعنه من طريق ثان) (٢) ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يغار (٣) والله يغار ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله (٤) (وعنه أيضا) (٥) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن المؤمن مرتين أو ثلاثا يغار يغار (٦) والله أشد غيرا (عن المغيرة بن شعبة) (٧) الله قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امراتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتعجبون من غيرة سعد واله لأنا أغير منه والله أغير مني (٧) ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله (٩) ولا شخص أحب اليه العذر (١٠) من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه مدحة من الله (١١) من أجل ذلك وعد الله الجنة (ومن طريق ثان) قال حدثنا عبيد الله القواريري ليس


عن أبي صالح عن أبي هريرة الخ (غريبة) (١) غيرة الله ان يأتي المؤمن ما حرم عليه أي غيرته منعه وتحريمه كما جاء في الحديث (ومن غيرته نهى عن الفواحش) وفي الطريق الثانية (ومن غيرة الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله) (٢) سنده حدثنا عفان ثنا ابان العطار قال ثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني ابو سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم الخ (٣) المؤمن الذي يغار في محل الغيرة قد وافق ربه في صفة من صفاته ومن وافقه في صفة منها قادته تلك الصفة بزمامه وأدخلته عليه وأدنته منه وقربته من رحمته (٤) غيرة الله على المؤمن الذي يأتي شيئا حرمه الله تعالى تعجل العقوبة له والانتقام منه (تخريجه) (م وغيره) (٥) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (٦) قال النووي هكذا هو في النسخ (غيرا) بفتح الغين واسكان الياء منصوب بالألف وهو الغيرة قال اهل اللغة الغيرة والغير والغار بمعنى والله أعلم (تخريجه) (ق وغيرهما) (٧) (سنده) حدثنا هشام بن عبد الملك ابو الوليد ثنا ابو عوانة عن عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة الخ (غريبة) (٨) قال النووي قال العلماء الغيرة بفتح الغين واصلها المنع والرجل غيور على اهله أي يمنعهم من التعلق بأجنبي بنظر أو حديث أو غيره والغيرة صفة كمال فأخبر صلى الله عليه وسلم بأن سعدا غيور وأنه اغير منه وان الله اغير منه صلى الله عليه وسلم وانه من اجل ذلك حرم الفواحش فهذا تفسير لمعنى غيرة الله تعالى أي انها منعه سبحانه وتعالى الناس من الفواحش لكن الغيرة في حق الناس يقارنها تغير حال الانسان وانزعاجه وهذا مستحيل في غيرة الله تعالى (٩) أي لا أحد وإنما قال لا شخص استعارة وقيل معناه لا ينبغي لشخص أن يكون أغير من الله تعالى ولا يتصور ذلك منه فينبغي أن يتأدب الانسان بمعاملته سبحانه لعباده فإنه لا يعالجهم بالعقوبة بل حذرهم وانذرهم وكرر ذلك عليهم وأمهلهم مع أنه لو عاجلهم كان عدلا منه سبحانه وتعالى (١٠) معناه ليس أحد أحب إليه الاعذار من الله تعالى فالعذر هنا بمعنى الاعذار والانذار قبل أخذهم بالعقوبة ولهذا بعث المرسلين كما قال سبحانه وتعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) قال القاضي عياض ويحتمل أن المراد الاعذار أي اعتذار العباد اليه من تقصيرهم وتوبتهم من معاصيهم فيغفر لهم كما قال تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) (١١) المدحة بكسر الميم وهو المدح بفتحها فإذا ثبتت الهاء كسرت الميم وإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>