الأمل (عن أبي سعيد الخدري)(١) أن النبي صلى الله عليه وسلم غرز بين يديه غرزا ثم غرز الى جنبه آخر ثم غرز الثالث فأبعده ثم قال هل تدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا الانسان وهذا أجله وهذا أمله (٢) يتعاطى الأمل يختلجه الأجل دون ذلك (٣)(عن أنس بن مالك)(٤) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أصابعه فوضعها على الأرض فقال هذا ابن آدم ثم رفعها خلف ذلك قليلا وقال هذا أجله ثم رمى بيده أمامه قال وثم أمله (٥)(وعنه من طريق ثان)(٦) قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنامله فنكتهن (٧) في الأرض فقال هذا ابن آدم وقال بيده خلف ذلك (٨) وقال هذا اجله قال وأومأ بين يديه (٩) قال وثم (١٠) أمله ثلاث مرار (وعنه من طريق ثالث)(١١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ثلاث حصيات فوضع واحدة ثم وضع أخرى بين يديه ورمى بالثالثة (١٢) فقال هذا ابن آدم وهذا أجله وذاك أمله التي رمى بها (باب ما جاء في اعمار الأمة المحمدية)(عن عبد الله بن دينار)(١٣) سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلكم في أجل من كان قبلكم (١٤) كما بين صلاة
الآفات العارضة له كمرض أو فقد مال أو غيرهما والمراد بالخطوط المثال لا عدد مخصوص معين (وقوله تتهمشه) بالشين المعجمة أي تصيبه وتأخذه فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا وان سلم من الجميع ولم يصبه آفة من مرض أو فقد مال أو غير ذلك بغته الأجل والحاصل أن من لم يمت بالسبب مات بالأجل وفي الحديث الحض على قصور الأمل والاستعداد لبغته الأجل وعبر بالنهش وهو لدعة ذات السم مبالغة في الاصابة والاهلاك (تخريجه) (ق مذ جه) (١) (سنده) حدثنا عبد الملك بن عمرو ثنا علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (٢) يريد الغرز البعيد (٣) معناه أن الانسان يشغل نفسه بالأمل البعيد في المستقبل وينسى الموت القريب منه فما يشعر إلا وقد اخترمته المنية (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة (٤) (سنده) حدثنا يزيد انا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (٥) فيه اشارة إلى بعد الامل وقرب الاجل (٦) (سنده) حدثنا بهز ثنا حماد بن سلمة قال انا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم انامله الخ (٧) أي ضرب بهن الأرض لتحدث أثرا فيها فعل المفكر المهموم (٨) أي نكت بيده خلف الأثر الأول قريبا منه (٩) أي أشار (١٠) بفتح المثلثة أي هناك وفيه اشارة إلى البعد (١١) (سنده) حدثنا عبد الصمد بن حسان ثنا عمارة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (١٢) أي بعيدا (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح وللبخاري نحوه عن أنس أيضا وأورده المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه للترمذي وابن حبان في صحيحه قال ورواه النسائي أيضا وابن ماجه بنحوه (باب) (١٣) (سنده) حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار الخ (غريبه) (١٤) قال الحافظ معناه أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الامم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار فكأنه انما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف إلى آخره وحاصله ان في بمعنى ألى وحذف المضاف وهو لفظه نسبة