علمت وكيف ترى فيه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه (عن أبي بن كعب)(١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من الشعر حكمة (٢)(عن ابن عباس)(٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الشعر حكما (٤) ومن البيان سحرا (٥) وفي لفظ وان من القول سحرا (عن عبد الله بن عمرو بن العاص)(٦) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أبالي ما أتيت (٧) وما ركبت اذا انا شربت ترياقا وتعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي (٨)
هنا من طرقه فهو صحيح (١) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون انا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن مروان بن الحكم عن ابن الأسود بن عبد يغوت عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (٢) أي قولا صادقا مطابقا للحق موافقا للواقع وذلك ما كان منه من قبيل المواعظ وذم الدنيا والتحذير من غرورها ونحو ذلك وجلس الشعر وان كان مذموما ففيه ما يحمد لاشتماله على الحكمة وعبر بمن اشارة إلى بعضه ليس كذلك وفيه رد على من كره مطلق الشعر (تخريجه) (خ د جه) (٣) (سنده) حدثنا أبو سعيد حدثنا زائدة حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (٤) بضم الحاء وسكون الكاف الحكمة قال في النهاية أي من الشعر كلاما نافعا يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما قيل أراد بها المواعظ والامثال التي ينتفع بها الناس (٥) البيان معناه جمع الفصاحة وفي اللفظ والبلاغة باعتبار المعنى فقد يبلغ من بيانه ان يمدح الانسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب الى قوله ثم يذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله الآخر فكأنه سحر السامعين بفصاحته (وللعلماء خلاف في ذلك) فقيل أورده مورد الذم لتشبيهه بعمل السحر لقلبه القلوب وتزيينه القبيح وتقبيحه الحسن واليه اشار الامام مالك رحمه الله في الموطأ في باب ما يكره من الكلام (وقيل) أورده مورد المدح أي أنه تمال به القلوب ويترضى به الساخط والله أعلم (تخريجه) (د جه) والبخاري في الأدب المفرد وسكت عنه أبو داود والمنذري وروى الترمذي منه (ان من الشعر حكما) وقال حديث حسن صحيح (٦) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل بن شريك المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ (غريبه) (٧) ما الأولى نافيية والثانية موصوله والراجع محذوف والموصول مع الصلة مفعول أبالي (وقوله اذا انا شربت ترياقا) شرط حذف جوابه لدلالة الحال عليه أي أن فعلت هذا فما أبالي كل شيء أتيت به ولكني أبالي من أتيان بعض الأشياء والترياق بالكسر دواء السموم يعني حرام عليه شرب الترياق (قال الخطابي) ليس شرب الترياق مكروها من أجل ان التداوي محضور وقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم التداوي والعلاج في عدة أحاديث ولكن من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي وهي محرمة والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه لحوم الأفاعي فلا بأس بتناوله (والتميمة) تقدم الكلام عليها في باب ما لا يجوز من الرقى والتمائم من كتاب الطب في الجزء السابع عشر صحيفة ١٨٦ رقم ١٤٥ (٨) أي من جهة نفسي بخلاف قوله على الحكاية وهذا وان اضافه إلى نفسه فمراده اعلام غيره بالحكم وتحذيره من ذلك الفعل (قال في اللمعات) ومعنى الحديث اني ان فعلت هذه الأشياء كنت كمن لا يبالي بما فعله من الافعال مشروعة وغيرها ولا يميز بين المشروع وغيره (تخريجه) (د ش) وابو نعيم في الحلية قال المنذري في اسناده عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي افريقيا قال البخاري في حديثه بعض المناكير حديثه في المصريين وحكى ابن أبي حاتم