للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(باب ما جاء في شعر لبيد وأمية بن أبي الصلت) (عن أبي هريرة) (١) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال على المنبر اشعر بيت قالته العرب (٢) (الاكل شيء ما خلا الله باطل) (٣) وكاد أمية بن أبي الصلت ان يسلم (وعنه من طريق ثان) (٤) عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصدق بيت قال الشاعر (الاكل شيء الخ) (عن ابن عباس) (٥) أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق أمية في شيء من شعره فقال

رجل وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للاخرى وليث مرصد (٦)

فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق (٧) وقال:

والشمس تطلع كل آخر ليلة ... حمراء يصبح لونها يتورد

تأتي فما تطلع لنا في رسلها (٨) ... الا معذبة وإلا تجلد


عن أبيه نحو هذا اهـ (قلت) قال في التهذيب ذكره ابن حبان في الثقات وقال لا يحتج بخبره اذا كان من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي فإنما وقع المناكير في حديثه من أجله (قلت) ولم يقع هذا في حديث الباب فالحديث حسن والله اعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا اسود ثنا شريك عن ابن عمير يعني عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٢) جاء عند البخاري بلفظ (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد (الاكل شيء ما خلا الله باطل) ولبيد هو الشاعر المجيد وفد علي النبي صلى الله عليه وسلم مع وفود قومه بني جعفر فأسلم وحسن اسلامه (٣) المراد بالباطل هنا الفناء وهو مطابق لقوله تعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) ولذلك صدقه النبي صلى الله عليه وسلم (وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم) أي قرب من ان يدخل في دين الله تعالى لأنه أكثر في شعره من ذكر التوحيد روى أن اخته الفارعة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فاستنشهدها من شعره فانشدته:
(لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ... ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد)
(ملك على عرش السماء مهيمن ... لعزته تعنو الوجوه وتسجد)
وكان من شعراء الجاهلية وأدرك مبادئ الاسلام وبلغه خبر المبعث لكنه لم يوفق للايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم (٤) (سنده) حدثنا سفيان عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (ق مذ جه) (٥) (سنده) حدثنا عبد الله بن محمد (قال عبد الله بن الامام احمد) وسمعته انا من عبد الله بن محمد قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن اسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبة) (٦) يشير بهذا البيت إلى صفة حملة العرض من الملائكة ان منهم من هو صورة في الرجل ومنهم من هو صورة في الثيران ومنهم من هو صورة النسور ومنهم من هو في صورة الأسود ذكر الامام البغوي في تفسيره عند قوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) قال أي ثمانية املاك جاء في الحديث انهم اليوم اربعة فإذا كان يوم القيامة امدهم الله بأربعة اخرى فكانوا ثمانية على صورة الأوعال بين اظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء وجاء في الحديث لكل ملك مهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر اهـ (٧) قال الحافظ في الاصابة بعد ذكر هذا البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق هكذا صفة حملة العرش (٨) الرسل بكسر الراء وسكون المهملة الرفق والنؤدة قال ابن قتيبة ويقولون ان الشمس اذا غربت امتنعت من الطلوع وقالت لا اطلع على قوم يعبدونني من

<<  <  ج: ص:  >  >>