يقول إذا رأيتم المداحين فاحثوا (١) في وجوههم التراب (عن محجن بن الأدرع)(٢) أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بباب المسجد إذا رجل يصلي قال اتقوله صادقا (٣) قال قلت يا نبي الله هذا فلان وهذا من أحسن أهل المدينة أو قال أكثر أهل المدينة صلاة قال لا تسمعه فتهلكه (٤) مرتين أو ثلاثا انكم امة أريد بكم اليسر (٥)(عن أبي موسى الأشعري)(٦) قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل ويطريه في المدحة (٧) فقال لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل (عن مجاهد)(٨) أن سعيد بن العاص بعث وفدا من العراق الى عثمان فجاءوا يثنون عليه فجعل المقداد يحثو في وجهوهم التراب (٩) وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثوا في وجوه المداحين التراب وقال سفيان مرة فقام المقداد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول احثوا في وجوه المداحين التراب قال الزبير أما المقداد فقد قضى ما عليه (١٠)(وعنه أيضا)(١١) عن أبي معمر
عن عطاء بن أبي رياح الخ (غريبه) (١) أي ارموا يقال حثا يحثوا حثوا ويحثي حثيا يريد به الخيبة وان لا يعطوا عليه شيئا ومنهم من يجريه على ظاهره فيرى في وجهه التراب (نه) (قلت) هذا هو الصحيح المختار وقد فسره ابن عمر بفعله ذلم بمن مدحه وسيأتي كذلك في المقداد بن الاسود والصحابي ادرى بروايته من غيره (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب طس) ورجاله رجال الصحيح (٢) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا كهمس ويزيد قال انا كهمس قال سمعت عبد الله بن شقيق قال محجن بن الادرع بعثني نبي الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ثم عرض لي وانا خارج من طريق من طرق المدينة قال فانطلقت معه حتى صعدنا احدا فاقبل على المدينة فقال ويل أمها قرية يوم يدعها أهله قال يزيد كأبنع ما تكون قال قلت يا نبي الله من يأكل ثمرتها؟ قال عافية الطير والسباع قال ولا يدخلها الدجال كلما أراد أن يدخلها تلقاه بكل نقب منها ملك مصلتا قال ثم اقبلنا حتى اذا كنا بباب المسجد قال اذا رجل يصلي الخ (غريبه) (٣) أي اتظنه صادقا في صلاته؟ (٤) قال العلماء هذا فيمن يتغالى في المدح بحيث يصف الانسان بما ليس فيه أو فيمن يخاف عليه الاعجاب والفساد والا فقد مدح صلى الله عليه وسلم وامتدح بحضرته فلم ينكر (٥) قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (تخريجه) (طل ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (٦) (سنده) حدثنا محمد بن الصباح قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد) وسمعته انا من محمد بن الصباح ثنا اسماعيل بن زكريا عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى الاشعري الخ (غريبه) (٧) هي بكسر الميم والاطراء مجاوزة الحد في المدح (تخريجه) (م وغيره) (٨) (سنده) حدثنا سفيان عن ابن ابي نجيح عن مجاهدان سعيد بن العاص الخ (غريبة) (٩) جاء عند مسلم فعمد المقداد (يعني ابن الاسود) فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما فجعل يحثوا في وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك؟ فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب (قال النووي رحمه الله) قد حمل هذا الحديث على ظاهره المقداد الذي هو راويه ووافقه طائفة وكانوا يحثون التراب في وجهه حقيقة (وقال آخرون) معناه خيبوهم فلا تعطوهم شيئا لمدحهم (١٠) يعني انه فعل ما أمر به (قال الخطابي) المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ويفتنونه فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيبا له في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه فليس بمداح وان كان قد صار مادحا بما تكلم به من جميل القول فيه (تخريجه) (م د مذ جه طل) (١١) (سنده) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان