(عن أبي هريرة)(١) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان كيف أنت يا ثوبان اذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام يصيبون منه؟ قال ثوبان بأبي وأمي يا رسول الله من قلة بنا؟ قال لا أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حبكم الدنيا وكراهيتكم للقتال (وعنه أيضا)(٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (٣)(عن عبد الله بن عمرو)(٤) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا سجن المؤمن وسنته (٥) فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة (عن عوف بن مالك)(٦) قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في اصحابه فقال الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدنيا فإن الله فاتح لكم أرض فارس والروم وتصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزبغكم (٧) بعدي إن أزاغكم ألا هي
أن الرغبة في الدنيا لا تجتمع مع الرغبة في الآخرة ولا يسكن هاتان الرغبتان في محل واحد إلا طردت احداهما الاخرى واستبدت بالمسكن فإن النفس واحدة والقلب واحد فإذا اشتغلت بشيء انقطع عن ضده ويحتمل أن يكون المراد (حلوة الدنيا) ما تشتهيه النفس في الدنيا (مرة الآخرة) اي يعاقب عليه في الآخرة (ومرة الدنيا) ما يشق عليه من الطاعات وحبس نفسه عما تشتهيه (حلوة الآخرة) اي يثاب عليه في الآخرة (تخريجه) (ك طب هق) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجال احمد والطبراني ثقات (١) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب وعيد من ترك الجهاد في سبيل الله من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة ٢٦ رقم ٥٨ فارجع اليه (٢) (سنده) حدثنا ابو عامر ثنا زهير عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٣) جاء شرح هذا الحديث في حكاية لطيفة ذكرها المناوي في شرح الجامع الصغير (قال رحمه الله) ذكروا ان الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال يا شيخ الاسلام تزعم أن نبيكم قال (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فأي سجن أنت فيه واي جنة أنا فيها؟ فقال أنا بالنسبة لما أعده الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في سجن وانت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في جنة فأسلم اليهودي (تخريجه) (م مذ جه) (٤) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق اخبرنا عبد الله (يعني ابن المبارك) اخبرنا يحيى بن أيوب اخبرني عبد الله بن جنادة المعافري ان ابا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٥) السنة بفتح السين والنون القحط والجدب (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني باختصار ورجال احمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة وهو ثقة (٦) (سنده) حدثنا حيوة قال انا بقية بن الوليد قال حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك (يعني الاشجعي) الخ (غريبه) (٧) الزيغ الجور والعدول عن الحق يخبر صلى الله عليه وسلم أصحابه ان الدنيا ستقبل عليهم وانها اعظم فتنة تحول الانسان عن الطاعة إلى المعصية نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد رحمه الله تعالى وفيه بقية بن الوليد فيه كلام