لم يبارك له وكان كالذي يأكل ولا يشبع قال عبد الله (يعني ابن الامام احمد بن حنبل رحمهما الله) قال أبي قال سفيان وكان الأعمش يسألني عن هذا الحديث (١)(عن عقبة بن عامر)(٢) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إني فرطكم وأنا عليكم شهيد وان موعدكم الحوض واني لأنظر اليه ولست اخشى عليكم ان تشركوا أو قال تكفروا ولكن الدنيا ان تنافسوا فيها (عن أبي موسى الأشعري)(٣) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته (٤) ومن أحب آخرته اضر بدنياه (٥) فأثروا ما يبقى على ما يفنى (عن زيد بن ثابت)(٦) انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل هناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كان نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له (عن عبيد الحضرمي)(٧) ان أبا مالك الاشعري لما حضرته الوفاة قال يا سامع الاشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة (٨)
الزهرة بخير لما تؤدي اليه من الفتنة والمنافسة والاشتغال بها عن كمال الاقبال على الآخرة ثم ضرب لذلك مثلا فقال صلى الله عليه وسلم وكان ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم الا آكله الخضر الخ ومعناه ان نبات الربيع وخضره يقتل حبطا بالتخمة لكثرة الأكل أو يقارب القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعوا اليه الحاجة وتحصل به الكفاية المقتصدة فإن لا يضر وهكذا المال هو كنبات الربيع مستحسن تطلبه النفوس وتميل اليه فمنهم من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في وجوهه فهذا يهلكه أو يقارب اهلاكه ومنهم من يقتصد فيه فلا يأخذ إلا يسيرا وان اخذ كثيرا فرقه في وجوهه كما تثلطه الدابة فهذا لا يضره هذا مختصر معنى الحديث (١) أي لما فيه من العظة والعبرة (تخريجه) (ق جه) (٢) (سنده) حدثنا يحيى بن آدم ثنا ابن مبارك عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن ابي الخير عن عقبة بن عامر الخ (تخريجه) (ق د نس) (٣) (سنده) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال ثنا اسماعيل يعني ابن جعفر قال اخبرني عمرو (يعني ابن ابي عمرو) عن المطلب بن عبد الله عن أبي موسى الأشعري الخ (غريبه) (٤) أي لأن من أحب دنياه عمل في كسب شهوتها واكب على معاصيه ولم يتفرغ لعمل الآخرة فأضر بنفسه في آخرته (٥) من نظر الى فناء الدنيا وحساب حلالها وعذاب حرامها وشاهد بنور ايمانه جمال الآخرة أضر بنفسه في دنياه بحمل مشقة العبادات وتجنب الشهوات فصبر قليلا وتنعم كثيرا فمثل الدنيا والآخرة كمثل الضرتين اذا ارضيت احداهما اسخطت الأخرى (تخريجه) (ك) وصححه على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي بأن فيه انقطاع وأورده الهيثمي وقال رواه (حم بز طب) ورجالهم ثقات (٦) (عن زيد بن ثابت الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في باب فضل تبليغ العلم من كتاب العلم في الجزء الأول صحيفة ١٦٤ رقم ٤٣ وجاء في هذا الحديث (فرق الله عليه ضيعته) معناه ما يكون منها معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك وتقدم شرح ذلك هناك (٧) (سنده) حدثنا ابو المغيرة ثنا صفوان عن شريح عن عبيد الحضرمي الخ (غريبه) (٨) معنى الحديث