الله صلى الله عليه وسلم دخل على حمزة فتذاكرا الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدنيا خضرة حلوة (١) فمن أخذها بحقها (٢) بورك له فيها ورب متخوض (٣) في مال الله ومال رسول له النار يوم يلقى الله (عن خولة بنت ثامر الانصارية)(٤) انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الدنيا حلوة خضرة وان رجال يتخوضون في مال الله عز وجل بغير حق لهم النار يوم القيامة (باب ما جاء في ذم الدنيا)(عن أبي سعيد الخدري)(٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ان اخوف ما اخاف عليكم ما يخرج الله من نبات الأرض وزهرة الدنيا فقال رجل أي رسول الله أو يأتي (٦) الخير بالشر؟ فسكت حتى رأينا أنه ينزل عليه قال وغشيه بهر (٧) وعرق فقال أين السائل؟ فقال ها أنا ولم ارد إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخير لا يأتي إلا بالخير ان الخير لا يأتي إلا بالخير إن الخير لا يأتي إلا بالخير ولكن الدنيا خضرة حلوة وكان ما ينبت الربيع يقتل حبطا (٨) أو يلم إلا آكله (٩) الخضر فإنها أكلت حتى امتدت خاصرتاها (١٠) واستقبلت الشمس فثلطت (١١) وبالت ثم عادت فأكلت (١٢) فمن أخذها بحقها بورك له فيه ومن اخذها بغير حقها
امرأة حمزة الخ (قلت) عبيد سنوطا بفتح السين المهملة وضم النون قال في التهذيب اسم فارسي (غريبه) (١) أي كفاكهة أو روضة أو شجرة متصفة بأنها (خضرة) في المنظر (حلوة) في المذاق وكل من الوصفين على انفراده تميل اليه النفس فكيف اذا اجتمعا (٢) أي أخذ شيئا من مالها أو متاعها (بحقها) أي بحق كما جاء في بعض الروايات أي بقدر حاجته من الحلال (٣) التخوض تكلف الخوض والأصل فيه المشي في الماء وتحريكه ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه والمراد بمال الله ما جعل لمصالح المسلمين وأضافه اليه جل شأنه تشريفا وتخويفا للتخوض فيه بما لا يرضيه والمعنى ان الذين يتصرفه فيما خصصه الله تعالى لمصلحة العامة بما تهوى أنفسهم فالئك لهم عذاب اليم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم (تخريجه) (مذ) وقال حسن صحي (٤) (سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا سعيد يعني ابن ابي ايوب قال حدثني ابو الاسود عن النعمان بن أبي عياش الرزقي عن خولة بنت ثامر الانصارية الخ (قلت) خولة بنت ثامر بالثاء المثلثة هي خولة بنت قيس راوية الحديث السابق وبذلك جزم علي بن المديني فهي واحدة (تخريجه) (خ) في باب قول الله تعالى (فأن لله خمسه الخ) من كتاب فرض الخمس (٥) (سنده) حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله بن سعد ابن ابي سرح سمع ابا سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٦) أو يأتي الخ بفتح الواو معناه أن ما يخرج الله من نبات الأرض وزهرة الدنيا هو خير فكيف يأتي الخير بالشر (٧) البهر بالضم ما يعتري الانسان عند السعي الشديد والعدو من النهج وتتابع النفس (٨) الحبط بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة التخمة (وقوله أو يلم) بضم اوله وكسر اللام معناه أو يقارب القتل (٩) بهمزة ممدودة والخضر بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمة (١٠) جاء عند مسلم حتى اذا امتلأت خاصرتاها (١١) بفتح الثاء المثلثة أي القت الثلط وهو الرجيع الرقيق وأكثر ما يقال للابل والبقر والفيلة (١٢) معناه أن هذا الذي يحصل لكم من زهرة الدنيا ليس بخير وانما هو فتنة وتقديره (الخير لا يأتي إلا بخير) ولكن ليست هذه