ابن سفيان الكلابي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا ضحاك ما طعامك؟ قال يا رسول الله اللبن واللحم قال ثم يصير إلى ماذا؟ قال إلى ما قد علمت؟ قال (أي النبي صلى الله عليه وسلم) فإن الله تبارك وتعالى ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا (عن أبي بن كعب)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مطعم ابن آدم جعل مثلا للدنيا وان قزحة (٢) وملحه فانظروا الى ما يصير (باب ما جاء في ذم البنيان)(عن أنس)(٣) قال مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق المدينة فرأى قبة من لبن فقال لمن هذه؟ فقلت لفلان فقال أما ان كل بناء (٤) هد على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجد أو في بناء مسجد شك أسود أو أو أو (٥) ثم مر فلم يلقها فقال ما فعلت القبة؟ قلت بلغ صاحبها ما قلت فهدمها قال فقال رحمه الله (عن قيس)(٦) قال دخلنا على خباب (بن الأرت) نعوده وهو يبني حائطا له فقال المسلم يؤجر في كل شيء خلا ما يجعل في هذا التراب (٧) وقد اكتوى سبعا في بطنه وقال لولا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به (٨)(زاد في رواية) ثم قال أن أصحابنا الذين مضوا
عن الحسن عن الضحاك الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال الطبراني رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وقد وثق (١) (ز) (سنده) حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزار ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (٢) قال في النهاية أي توبله من القزح وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمون والكزبرة ونحو ذلك يقال قزحت القدر اذا تركت فيها الأبازيروالمعنى ان المطعم وان تكلف الانسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويستقذر فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وادبار (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله (يعني ابن الامام احمد في زوائده على مسند أبيه) والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عتيى وهو ثقة (باب) (٣) (سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه) (٤) أي من القصور المشيدة والحصون المانعة والغرف المرتفعة (هد) بفتح الهاء وتشديد الدال المهملة أي هدم على صاحبه يوم القيامة أي يعذب بهدمه على رأسه يوم القيامة ويحتمل أن يكون المراد به شدة عذابه وجاء في بعض الروايات (أما ان كل بناء وبال على صاحبه الخ) أي سوء عقاب وطول عذاب في الآخرة لأن انما يبنيها كذلك رجاء التمكن في الدنيا وجمع المال والتفاخر والتطاول على الفقراء والتشبيه بمن يتمنى الخلود في الدنيا وقد ذم الله فاعليه بقوله (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) (٥) كرر لفظ أو ثلاثا اشعارا بأن سبل الخير كثيرة كبناء مدرسة لمدارسة العلم والقرآن أو لضيافة الغريب والفقير وابن السبيل أو نحو ذلك مما قصد ببنائه التقرب الى الله وما عدا ذلك فهو مذموم شرعا وعرفا (لطيفة) قيل خلق آدم من تراب فهمة أولاده في التراب وخلقت المرأة من الرجل فهمتها في الرجل (تخريجه) (د جه) قال الحافظ ورجاله موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي غير معروف وله شواهد عن وائلة عند الطبراني اهـ وقال المنذري رواه الطبراني بإسناد جيد مختصرا (٦) (سنده) حدثنا وكيع ثنا ابن أبي خالد (يعني اسماعيل) عن قيس (يعني ابن أبي حازم) قال دخلنا على خباب الخ (غريبه) (٧) يعني البناء (٨) تقدم الكلام على ذلك في باب كراهة تمني الموت من كتاب الجنائز في باب