(حدثنا أبو سعيد)(١) ثنا عبد الله بن بجير ثنا سيار أن ابا امامه رضي الله عنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال أو قال يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم أسياط كأنها أذناب البقر يغدون
ابن حبان أنه قال ان هذا الخبر باطل وافلح كان يروى عن الثقات الموضوعات اهـ وهذا الحديث اخرجه مسلم عن جماعة من مشايخة عن أبي عامر العقدي بهذا وأخرجه من وجه آخر كما سيأتي ولم أقف في كتاب الموضوعات لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع وهو أحد الصحيحين غير هذا الحديث وانها لغفلة شديدة منه وافلح المذكور يعرف بالقبائي مدني من أهل قباء ثقة مشهور وثقه ابن معين وابن سعد وقال ابن معين ايضا والنسائي لا بأس به وقال أبو حاتم شيخ صالح الحديث واخرج له مسلم في صحيحه وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته ولم أر للمنقبين فيه كلاما إلا ان العقيلي قال لم يرو عنه ابن مهدي (قلت) وليس هذا يجرح وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات وقد اخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الموضوع خطأ شديدا وغلط ابن حبان في افلح فضعفه بهذا الحديث وعقبه بأن قال هذا بهذا اللفظ باطل والمحفوظ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ اثنان من أمتي لم ارهما رجال بأيديهم سياطمثل اذناب البقر ونساء كاسيات عاريات (وتعقب الذهبي) في الميزان كلام ابن حبان هذا فقال حديث أفلح حديث صحيح غريب ورواية سهيل شاهدة له وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه اهـ (قلت) وقد صححه من طريق افلح ايضا الحاكم في المستدرك وصححه من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال حدثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم ارهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات وسبن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسرة كذا وكذا واخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا زيد ابن الحباب حدثنا افلح بن سعيد فذكره ولفظه (يوشك ان طالت بك مدة ان ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخطه قال البيهقي رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير وهو كما قال ابن حبان في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من صحيحه انا عبد الله بن شيرويه انا اسحاق بن راهويه انا جرير عن سهيل فذكره واخرجه احمد ايضا من وجهين عن شريك بن عبد الله القاضي عن سهيل نحوه (قلت) تقدم هذا الحديث في باب نهي المرأة ان تلبس ما يحكي بدنها من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر صحيفة ٣٠٢ رقم ٢٣٠) قال فلقد اساء ابن الجوزي لذكره في الموضوعات حديثا من صحيح مسلم وهذا من عجائبه انتهى ما أورده الحافظ رحمه الله تعالى (١) (حدثنا ابو سعيد الخ) هذا الحديث أورده الحافظ في القول المسدد في الذب عن المسند للامام احمد بسنده ومتنه وعزاه للامام احمد ثم قال اورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند ايضا ونقل عن ابن حبان انه قال عبد الله ابن مجاهد يروي العجائب التي كأنها معمولة لا يحتج به اهـ (قال الحافظ قلت) وهذا شاهد لحديث أبي هريرة المتقدم وقد غلط ابن الجوزي في تضعيفه لعبد الله بن بجير فإن عبد الله بن بجير المذكور بضم الموحدة