كان يغضب فيقول ويرضى ويقول (١) لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون واما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة (عن أنس بن مالك)(٢) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الى حفصة ابنة عمر رجلا (٣) فقال احتفظي به قال فغفلت حفصه ومضى الرجل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا حفصة ما فعل الرجل؟ قالت غفلت عنه يا رسول الله فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع الله يدك فرفعت يديها هكذا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك يا حفصة؟ فقالت يا رسول الله قلت قبل لي كذا وكذا فقال لها صفي يديك فإني سألت الله عز وجل أي انسان من امتي دعوت الله عز وجل عليه ان يجعلها له مغفرة (عن ذكوان مولى عائشة)(٤) عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت فنه فذهب بجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير؟ قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال مالك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس (٥) فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال مالك أجننت؟ قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر ايتهما يقطعان فحمد الله وأثني عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم اني بشر اغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنه دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهرا (وعنها من طريق ثان)(٦)
سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضي لناس من أصحابه اما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الخ (١) زاد أبو داود والله لتنتهين أو لأكتبن الى عمر اهـ ومعنى الحديث ان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان يذكر للناس بعض أحاديث صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم فيها مدح لبعض أصحابه في حالة الرضا عنهم لأمور يستحقون عليها المدح ويذكر أحاديث اخرى صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه فيها ذم لهم في حالة غضبه عليهم لأمور يستحقون عليها الذم فنهاه سلمان الفارسي رضي الله عنه عن ذكر هذه الاحاديث لأن ذكرها للناس يجر الى حب بعض الصحابة وكراهة بعضهم لا سيما وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذذمهم إلا في حالة الغضب وقد قال صلى الله عليه وسلم ايما رجل من أمتي سببته الخ (تخريجه) (د) وسكت عنه أبو داود والمنذري قال المنذري وهذا الفصل الأخير قوله صلى الله عليه وسلم (فإيما مؤمن سببته) قد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سعيد بن المسيب عن ابي هريرة (٢) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني ثابت البناني حدثني انس ابن مالك الخ (غريبه) (٣) الظاهر ان هذا الرجل كان اسيرا كما يستفاد ذلك من حديث عائشه الآتي بعده (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد ورجاله ثقات (٤) (سنده) حدثنا يحيى عن ابن ابي ذتب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل الخ (غريبه) (٥) أي اعلمهم بهربه (٦) (سنده) حدثنا عفان وبهز قالا ثنا حماد عن سماك عن عكرمة عن عائشة انها قالت قال بهز ان عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفي آخره قال بهز يعني في روايته فلا تعاقبني فيه بدل قوله في رواية عفان فلا تعاقبني به (تخريجه) لم أقف عليه