كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

(القسم الخامس من الكتاب قسم الترهيب) - (كتاب المدح والذم) - ج: 19 - ص: 326

قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ازار ورداء فاستقبل القبلة وبسط يديه فقال اللهم انما انا بشر فأي عبد من عبادك ضربت أو آذيت فلا تعاقبني به قال بهز فيه (عن عروة بن الزبير) (١) أن عائشة قالت ان امداد (٢) العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه (٣) وقام المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشه فرهقوه (٤) فأسلم رداءه في أيديهم ووثب (٥) على العتبة فدخل وقال اللهم اللعنهم (٦) فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد اشترطت على ربي عز وجل شرطا لا حلف له (٧) فقلت انما انا بشر أضيق كما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت اليه مني بادرة فاجعلها له كفارة (وعنها ايضا) (٨) قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فأغلظ لهما وسبهما قالت فقلت يا رسول الله لمن أصاب منك خيرا ما أصاب هذان منك خيرا (٩) قالت فقال أو ما علمت ما عهدت عليه ربي عز وجل قال قلت اللهم ايما مؤمن سببته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له مغفرة وعافية وكذا وكذا (عن حذيف) (١٠) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة تبوك قال فبلغه أن في الماء قلة الذي يرده (١١) فأمر مناديا فنادى في الناس

---

لغير الإمام أحمد ورجال الطريقين ثقات (١) (سنده) حدثنا سريج ثنا ابن ابي الزناد عن عبد الرحمن ابن الحارث عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير الخ (غريبه) (٢) الأمداد جمع مدد وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد (٣) أصل التغمية السنر والتغطية أي ازدحموا عليه حتى ستروه عن أعين الناس والظاهر والله أعلم انهم كانوا يطلبون شيئا من أموال الغنيمة زيادة عن حقهم (٤) أي دنوا منه وقاربوه (٥) اي قفز مسرعا (٦) قال الطبري ان قيل كيف يتفق ذلك وهو صلى الله عليه وسلم معصوم في حالتي الرضا والغضب؟ فعن ذلك أجوبة (منها) أنه علهي السلام انما يغضب لمخالفة الشرع فغضبه هو لله سبحان وتعالى وله ان يؤدب على ذلك مما يرى من سب أو لعن أو جلد أو دعاء اهـ (٧) قال الطبري كأنه صلى الله عليه وسلم خاف ان يصدر عنه شيء في حال غضبه من تلك الأمورفدعا ربه إن وقع منه شيء لغير مستحقيه أن يعوضه مغفرة ورفع درجة فأجابه تعالى لذلك ووعده الصدق وعن هذا عبر عليه السلام بقوله شارطت ربي وبقوله شرطي على ربي (يعني كما في رواية مسلم) وإلا فليس لأحد ان يشترط على الله شيئا ولا يجب عليه سبحانه لأحد حق (تخريجه) اخرج الجزء الاخير منه (ق وغيرهما) (٨) (سنده) حدثنا ابو معاوية وابن نمير المعنى قالا ثنا الاعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٩) جاء عند مسلم قلت يا رسول الله من اصاب من الخير شيئا ما اصابه هذان (قال الطبري) هذا الكلام من السهل الممتنع ومعناه ان هذين الرجلين ما اصابا مثك خيرا وان غيرهما قد اصابه لكن في تنزيله على هذا المعنى صعوبة ويتضح بمعرفة الاعراب فمن موصولة مبتدء واصاب صلتها وخبره محذوف والتقدير الذي اصاب منك شيئا من الخير ففائز واما الرجلين فلم يصيباه (تخريجه) (م وغيره) (١٠) (سنده) حدثنا ابو نعيم ثنا الوليد يعني ابن جميع ثنا ابو الطفيل عن حذيفة (يعني ابن اليمان) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (١١) هكذا جاء في الاصل (فبلغه ان في الماء قلة الذي يرده) فقوله الذي يرده يصح ان يكون صفة الماء فيكون هكذا فبلغه أن