أتدرون ما هذا؟ قال قلنا السحاب، قال والمزن (١) قلنا والمزن، قال والعنان، قال فسكتنا، فقال هل تدرن كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم، قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكيف كل سماء (٢) مسيرة خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أو عال (٣) بين ركبهن واظلافهن (٤) كما بين السماء والارض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والارض والله تبارك وتعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بنى آدم شئ (عن أبى هريرة)(٥) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سألتم الله عز وجل فسلوه الفردوس، فانه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوق (٦) عرش الرحمن عز وجل ومنه تفجر أو تفجر أو تنفجر أنهار الجنة شك أبو عامر (احد الرواة)(وعنه من طريق ثان)(٧) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (٨) وقال فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة (عن ابن عباس)(٩) أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صدق أمية (بن أبى الصلت) في شئ من شعره فقال: (رجل وثور تحت رجل يمينه، والنسر للأخرى وليث مرصد) فقال النبى صلى الله عليه وسلم صدق:
بمكة، وفي النهاية أبطح مكة مسيل واديها ويجمع على البطاح والاباطح، ومنه قيل قريش البطاح هم الذين ينزلون أباطح مكة وبطحاها (١) يريد ان السحاب والمزن (بضم الميم وسكون الزاى) معناهما واحد، وكذلك العنان بفتح العين المهملة السحاب أيضا (٢) هكذا بالاصل (وكيف كل سماء) ولم أجد لهذا اللفظ معنى فى كتب اللغة يناسب سياق الحديث، والظاهر انه خطأ من الناسخ أو الطابع، وجاء عند البغوى بلفظ (غلظ كل سماء) وهذا هو الصواب المناسب والله أعلم (٣) جمع وعل بفتح الواو وكسر العين المهملة، ويجمع أيضا على وعول وهم تيوس الجبل (قال فى النهاية) أى ملائكة على صورة الأوعال (٤) جمع ظلف بكسر المعجمة وسكون اللام، والظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل، والخف للبعير (تخريجه) الحديث رواه الامام احمد من طريقتين كما تقدم وفى اسناد الطريق الأولى يحيى بن العلاء الرازى البجلى، وفى الطريق الثانية الوليد بن أبى ثور وكلاهما ضعيف لكن رواه (د مذ جه) والبيهقى فى الاسماء والصفات من طرق أخرى ليس فيها الضعيفان المذكوران آنفا وسكت عنه أبو داود والمنذرى وحسنه الترمذى (٥) (عن أبى هريرة الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بسنده وطوله فى باب ما جاء فى صفة جنات الفردوس من كتاب قيام الساعة (غريبه) (٦) بضم القاف وجاء فى الطريق الثانية وفوقه بالفتح على الظرفية (قال الحافظ المزى) والضم أحسن أى وأعلاها عرش الرحمن، وقد جاء في بعض الآثار ان أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش وهو تسبيحه وتعظيمه وما ذاك إلا لقربهم منه (٧) (سنده) حدثنا سريج قال حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (٨) يعنى الحديث المتقدم وهذا اختصار من الأصل وليس منى (تخريجه) (ق) وغيرهما (٩) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى شعر لبيد وأمية بن أبى الصلت من كتاب آفات اللسان فى الجزء التاسع عشر صحيفة ٢٧٧ رقم ٨١ فارجع إليه وإنما