للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء (عن أبى هريرة) (١) قال قلت يا رسول الله أنى إذا رأيتك طابت نفسى وقرت عينى فأنبئنى عن كل شئ؟ فقال كل شئ خلق من ماء: قال قلت يا رسول الله أنبئنى عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة؟ قال أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام (عن عبادة بن الصامت) (٢) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه آله وصحبه وسلم يقول أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم (٣) ثم قال له أكتب (٤) فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة (عن العباس بن عبد المطلب) (٥) قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء (٦) فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم


تعالى (لأصلبنكم فى جذوع النخل) يعنى على جذوعها (وقوله ما فوقه هواء) أى ما فوق السحاب هواء وكذلك قوله (وما تحته هواء) أى ما تحت السحاب هواء، وقد قيل ان ذلك العمى مقصور، والعمى اذا كان مقصورا فمعناه لا شئ ثابت، لأنه عما عمى عن الخلق لكونه غير شئ: فكأنه قال فى جوابه كان قبل أن يخلق خلقه ولم يكن شئ غيره ثم قال (ما فوقه وما تحته هواء) أى ليس فوق العمى الذى هو لا شئ موجود هواء ولا تحته هواء لأن ذلك إذا كان غير شئ فليس يثبت له هواء بوجه اهـ (قلت) ان صحت رواية عمى بالقصر فلا اشكال فى هذا الحديث وهو حينئذ فى معني ما جاء فى الحديث السابق كان الله تبارك وتعالى قبل كل شئ (وفى رواية البخارى) ولم يكن شئ غيره وكان عرشه على الماء، وان صحت الرواية عماء بالمد فلا حاجة إلى تأويل بل يقال نحن نؤمن به ولا نكيفه بصفة أى نجرى اللفظ على ما جاء عليه فى غير تأويل كما قال جمهور السلف والله أعلم (تخريجه) (مذ جه) وقال الترمذى هذا حديث حسن (١) (عن أبى هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وتخريجه فى باب ما جاء فى الرباعيات المرغب فيها فى الجزء التاسع عشر صحيفة ١٨٩ رقم ٥٢ فارجع اليه (٢) (عن عبادة بن الصامت الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وطوله فى باب الايمان بالقدر من كتاب القدر فى الجزء الاول صحيفة ١٣٤ رقم ٢٣ وانما ذكرته هنا لمناسبة الترجمة (غريبة) (٣) ظاهره ينافى ما يستفاد من حديث أبى رزين الثانى من احاديث الباب من ان أول ما خلق الله الماء ثم العرش، ولا منافاة لأنه يمكن الجمع بينهما بان أو ليلة القلم بالنسبة الى ما عدا الماء والعرش وبالنسبة إلى ما منه صدر من الكتابة، أى انه قيل له أكتب أول ما خلق الله والله أعلم (٤) جاء فى رواية أخرى للامام احمد بعد قوله (اكتب) قال وما أكتب؟ قال فاكتب ما يكون وما هو كائن الى أن تقوم الساعة (تخريجه) (د منـ جه طل طب طس) وسنده جيد وسكت عنه أبو داود والمنذرى وحسنه الترمذى (وفى الباب) عند الطبرانى بسنده عن ابن عباس ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قله نور وكتابه نور وله فيه كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيى ويعز ويذل ويفعل ما يشاء وروى نحوه البغوى أىضا (٥) (سنده) حدثنا عبد الرازق أنيانا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب ابن خالد حدثنى سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن عباس بن عبد المطلب الخ (وله طريق أخرى) عند الامام احمد قال حدثنا محمد بن الصباح البزار ومحمد بن بكار قالا حدثنا الوليد بن أبى ثور عن سماك ابن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه (غريبة) (٦) ويقال الأبطح أيضا، قال فى المصباح والأبطح بمكة هو المحصب (قلت) هو مكان معروف

<<  <  ج: ص:  >  >>