للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه ولكنه قد رضى منكم بما تحقرون (١) (عن جابر) (٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن نمير (٣) فى حديثه سمعت النبى صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن فى التحريش بينهم (٤) (وعنه ايضا) (٥) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترسلوا فواشيكم (٦) وصبيانكم اذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء (٧) فان الشياطين تعبث اذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء (عن عروة بن الزبير) (٨) ان عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت، عليه قالت فجاء فرأى ما أصنع فقال مالك يا عائشة أغرت؟ قالت فقلت ومالى أن لا يغار مثلى على مثلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفأخذك شيطانك؟ قالت يا رسول الله أو معى شيطان؟ قال نعم، قلت ومع كل انسان؟ قال نعم، قلت ومعك يا رسول الله؟ قال نعم ولكن، ربى عز وجل أعاننى عليه حتى أسلم (٩) (عن ابن عباس) (١٠)


وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم أيس ان يعبد بأرضكم هذه (١) يعنى بالأمور التى تعدونها حقيرة صغيرة فى نظركم (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبى هريرة لغير الامام احمد ورجاله ثقات (٢) (سنده) حدثنا أبو معاوية وابن نمير قالا ثنا الاعمش عن أبى سفيان عن جابر (يعنى ابن عبد الله الخ) (غريبه) (٣) ابن نمير أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث قال فى روايته سمعت النبى صلى الله عليه وسلم الخ (٤) يعنى فى الخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها (تخريجه) (م ك) (٥) (سنده) حدثنا زهير عن أبى الزبير عن جابر (يعنى ابن عبد الله) الخ (غريبه) (٦) بالفاء أى مواشيكم وزنا ومعنى قال فى النهاية جمع فاشية وهى الماشية التى تنتشر من المال كالابل والبقر والغنم السائمة لأنها تفشو أى تنتشر فى الأرض وقد أفشى الرجل اذا كثرت مواشيه (٧) هى إقبال الليل وأول سواده يقال للظلمة التى بين صلاتى العشاء الفحمة، وللظلمة التى بين العتمة والغداة العسعسة قال تعالى (والليل اذا عسعس) (تخريجه) (ك) وصححه وأقره الذهبى (٨) (سنده) حدثنا هارون ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرنى أبو صخر عن أبى قسيط حدثه ان عروة بن الزبير حدثه ان عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم حدثته الخ (قلت) هارون هو ابن سعيد الأيلى وقسيط بضم القاف وفتح السين المهملة واسكان الياء واسمه يزيد بن عبد الله بن قسيط واسم أبى صخر هذا حميد بن زياد الخراط المدنى سكن مصر ذكره النووى (غريبه) (٩) جاء فى رواية أخرى من حديث ابن مسعود عند مسلم والامام احمد وغيرهما وسيأتى بلفظ ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله؟ قال واياى إلا ان الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمرنى إلا بخير (قال النووى) فأسلم برفع الميم وفتحها وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال معناه اسلم انا من شره وفتنته، ومن فتح قال ان القرين اسلم من الاسلام وصار مؤمنا لا يأمرنى إلا بخير، واختلفوا فى الارجح منهما فقال الخطابى الصحيح المختار الرفع، ورجح القاضى عياض الفتح وهو المختار لقوله صلى الله عليه وسلم فلا يأمرنى إلا بخير، واختلفوا على رواية الفتح، قيل اسلم بمعنى استسلم وانقاد، وقد جاء هكذا فى غير صحيح مسلم فاستسلم، وقيل معناه صار مسلما مؤمنا وهو الظاهر (قال القاضى) واعلم ان الأمة مجتمعة على عصمة النبى صلى الله عليه وسلم من الشيطان فى جسمه وخاطره ولسانه، وفى هذا الحديث اشارة الى التحذير من فتنة القرين ووسوسته واغوائه فاعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الامكان (تخريجه) (م) بسنده ولفظه (١٠) (سنده) حدثنا عثمان بن محمد قال عبد الله (يعنى ابن الامام احمد) وسمعته أنا من عثمان بن

<<  <  ج: ص:  >  >>