للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو معاوية مرة فيدينه منه (١) (عن أبى سعيد الخدرى) (٢) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صائد ما ترى؟ قال أرى عرشا على البحر حوله الحيات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى عرش ابليس (عن سيرة بن أبى فاكه) (٣) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه (٤) فقعد له بطريق الاسلام فقال له أتسلم (٥) وتذر دينك ودين أبائك وآباء أبيك؟ قال فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال أتهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس فى الطول (٦) قال فعصاه فهاجر، قال ثم قعد له بطريق الجهاد فقال له هو جهد (٧) النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال، قال فعصاه فجاهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقا على الله ان يدخله الجنة، أو قتل كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة، وان غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو قصته (٨) دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة (عن أبى هريرة) (٩) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان قد أيس ان يعبد بأرضكم (١٠)


والقرب مني (١) معناه أن أبا معاوية روى الحديث مرة مقتصرا على قوله فيدنيه منه ولم يذكر (أو قال فيلتزمه) (تخريجه) (م. وغيره) (٢) (عن أبى سعيد الخدرى) الخ سيأتى هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء بخوارق العادات لابن صياد من أبواب ظهور العلامات الكبرى قبل قيام الساعة من كتاب الفتن (٣) (سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا أبو عقيل يعنى الثقفى عبد الله بن عقيل ثنا موسى ابن المثنى أخبرنى سالم بن أبى الجعد عن سيرة بن أبى فاكه الخ (قلت) جاء فى الأصل حدثنا موسى بن المثنى وهو خطأ وصوابه بن المسيب كما فى النسائى، وجاء عند الامام احمد وكذلك النسائى سيرة بن أبى فاكه وجاء فى الخلاصة والتقريب سيرة بن الفاكه وهو يفتح المهملة وسكون الموحدة (غريبه) (٤) قال فى النهاية جمع طريق على التأنيث لأن الطريق تذكر وتؤنث فجمعه على التذكير أطرقة كرغيف وأرغفة وعلى التأنيث أطرق كيمين وأيمن (٥) أى كيف تسلم الخ (٦) بكسر الطاء المهملة وفتح الواو وهو الحبل الذى يشد أحد طرفيه فى وتد والطرف الآخر فى يد الفرس، وهذا من كلام الشيطان، ومقصوده ان المهاجر يصير كالمقيد فى بلاد الغربة لا يدور إلا فى بيته ولا يخالطه إلا بعض معارفه فهو كالفرس فى طوله لا يدور ولا يرعى إلا بقدره بخلاف أهل البلاد فى بلادهم فانهم مبسوطون لا ضيق عليهم، فاحدهم كالفرس المرسل (٧) بفتح الجيم يعنى المشقة والتعب والمراد بالمال الجمال والعبيد ونحوهما أو المال مطلقا واطلاق الجهد للمشاكلة أى تنقيصه واضاعته والله أعلم (٨) الوقص كسر العنق وقصت عنقه أقصها وقصا، ووقصت به راحلته كقولك خذ الخطام وخذ بالخطام ولا يقال وقصت العنق نفسها ولكن يقال وقص الرجل فهو موقوص (نه) (تخريجه) (نس) فى الجهاد وسنده جيد (٩) (سنده) حدثنا معاوية ثنا ابو اسحاق عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (١٠) جاء فى حديث جابر الآتى بلفظ إن الشيطان قد أيس ان يعبده المصلون، زاد عند مسلم فى جزيرة العرب فالمراد بقوله هنا بأرضكم هذه يعنى جزيرة العرب ومعنى الحديث إن الشيطان علم انه لا يؤثر كيده لعباد الله المؤمنين المصلين المستوطنين بجزيرة العرب ولا يمكنه ان يغير عقيدتهم فى وحدانية الله عز وجل بحيث يعبدون الأصنام

<<  <  ج: ص:  >  >>