حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا (عن أبى هريرة أو أبى سعيد)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله وملائكته سياحين فى الأرض فضلا عن كتاب الناس، فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى بغيتكم، فيجيئون فيحون بهم الى السماء الدنيا، فيقول الله أى شئ تركتم عبادى يصنعون؟ فيقولون تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك، فيقول هل رأونى؟ فيقولون لا، فيقول فكيف لو رأونى؟ فيقولون لو رأوك لكانوا أشد تحميدا وتمجيدا وذكرا، فيقول فأى شئ يطلبون؟ فيقولون يطلبون الجنة، فيقول وهل رأوها؟ فيقولن لا، فيقول فكيف لو رأوها؟ كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا، قال فيقول ومن أى شئ يتعوذون؟ فيقولون من النار، فيقول وهل رأوها؟ فيقولان لا، قال فيقول فكيف لو رأوها؟ فيقولون لو رأوها كانوا أشد منها هربا وأشد منها خوفا، قال فيقول انى قد غفرت لهم، قال فيقولون فان فيهم فلانا الخطاء لم يردهم، إنما جاء لحاجة، فيقول هو القوم لا يشفى جليسهم (باب ما جاء فى خلق الجن وأمور تتعلق بهم)(عن عائشة)(٢) رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور، وخلقت الجان من مارج من نار، وخلق آدم عليه السلام مما وصف لكم (عن جابر)(٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبليس يضع عرشه (٤) على الماء (وفى رواية فى البحر) ثم يبعث سراياه (٥) فأدناهم منه منزلة (٦) أعظهم فتنة يجئ أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا (٧) فيقول ما صنعت شيئا (٨) قال ويجئ أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال فيدينه منه (٩) أو قال فيلتزمه أو يقول نعم أنت (١٠)
والكلام عليه فى الجزء الثامن عشر صحيفة ٧٠ رقم ١٦٣ كما أشرت الى ذلك تجد ما ترتاح اليه نفسك ويطمئن اليه قلبك والله الموفق (١) (عن أبى هريرة أو أبى سعيد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب فضل الذكر مطلقا والاجتماع عليه من كتاب الاذكار فى الجزء الرابع عشر صحيفة ١٩٨ رقم ٤ (باب) (٢) (عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى أول الباب السابق فارجع اليه (٣) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا الاعمش عن أبى سفيان عن جابر يعنى (ابن عبد الله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٤) أى سرير ملكه يحتمل أن يكون سريرا حقيقة ويحتمل أن يكون تمثيلا لشدة عتوه ونفوذ أمره بين أعوانه، والظاهر ان استعمال هذه العبارة الهائلة وهو قوله عرشه تهكما وسخرية فانها استعملت فى الجبار الذى لا يغالب (وكان عرشه على الماء) والغرض ان ابليس مسكنه البحر كما فى رواية (يضع عرشه فى البحر) (٥) جمع سريه كعطية واصلها القطعة من الجيش، والمراد هنا جنوده واعوانه أى يرسلهم إلى اغواء بنى آدم وافتتانهم وأيقاع البغضاء والشرور بينهم (٦) أى أقربهم وأحبهم اليه (٧) أى وسوست بنحو قمار أو سرقة أو شرب (٨) يعنى استخفافا بفعله (٩) أى يقربه منه (أو قال فيلتزمه) أو للشك من الراوى أى يضمه الى صدره فرحا وسرورا بفعله، وهذا تهويل عظيم فى ذم التفريق: قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقال (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) (١٠) أى ويقول مادحا شاكرا له (نعم انت) بفتح النون من قوله نعم على انه حرف إيجاب، ومعناه أنت الذي تستحق مدحي