حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم أجمعون، قال فذكرت دعوة أخى سليمان (رب هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى)(١) قال فرده خاسئا (٢)(باب ما جاء فى إسلام طائفة من الجن ومقابلتهم للنبى صلى الله عليه وسلم واستماعهم القرآن منه)(حدثنا اسماعيل)(٣) أنا داود وابن أبى زائدة المعنى قالا ثنا داود عن الشعبى عن علقمة قال قلت لابن مسعود هل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد؟ فقال ما صحبه منا أحد، ولكن قد فقدناه ذات ليلة فقلنا اغتيل استطير ما فعل؟ قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما كان فى وجه الصبح أو قال فى السحر إذ نحن به يجئ من قبل حراء، فقلنا يا رسول الله فذكروا الذى كانوا فيه، فقال انه أنانى داعى الجن فأتيتهم فقرأت عليهم، قال فانطلق بنا فأرانى آثارهم وأثار نيرانهم، قال وقال الشعبى سألوه الزاد قال ابن أبى زائدة قال عامر فسألوه ليلتئذ الزاد وكانوا من جن الجزيرة، فقال كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع فى أيديكم أو فر ما كان عليه لحما، وكان بعرة أوروثة علف لدوابكم: فلا تستنجوا بهما فانهما زاد أخوانكم من الجن (عن عبد الله بن مسعود)(٤) قال كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن فلما انصرف تنفس، فقلت ما شأنك؟ فقال نعيت الى نفسى يابن مسعود (٥)(وعنه ايضا)(٦) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن خط حوله (أى حول ابن مسعود) فكان يجيئ أحدهم مثل سواد النخل وقال لى لا تبرح مكانك، فأقرأهم كتاب الله عز وجل، فلما رأى الرط (٧) قال كأنهم هؤلاء، وقال النبى صلى الله عليه وسلم أمعك ماء؟ قلت لا، قال أمعك نبيذ؟ قلت نعم فتوضأ به (وعنه أيضا)(٨) أن رسول الله
قد يراهم بعض الآدميين (١) قال القاضى معناه انه (يعنى سليمان عليه السلام) مختص بهذا فامتنع نبينا صلى الله عليه وسلم من ربطه إما انه لم يقدر عليه لذلك، وإما لكونه لما تذكر ذلك لم يتعاط ذلك لظنه انه لم يقدر عليه، أو تواضعا وتأدبا (٢) جاء عند الشيخين (فرده الله خاسئا) أى ذليلا صاغرا مطرودا مبعدا (تخريجه) (ق. نس) (باب) (٣) (حدثنا اسماعيل الخ) هذا الحديث تقدم بشرحه وتخريجه فى الفصل الثالث من باب ما جاء فى الاستجمار وآدابه من كتاب الطهارة فى الجزء الاول صحيفة ٢٨٠ رقم ١٣٩ فارجع اليه (٤) (سنده) حدثنا عبد الرازق أخبرنى أبى عن مينا عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (٥) يستفاد من هذا الحديث ان وفود الجن كانت متعددة وان هذا الوفد كان فى آخر حياته صلى الله عليه وسلم كما صرح بذلك الحافظ ابن كثير فى تفسيره (تخريجه) وأورده الهيثمى وقال رواه احمد وفيه مينا بن أبى مينا وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات (٦) (سنده) حدثنا أبو سعيد حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى رافع عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٧) بتشديد الزاى والطاء المهملة: الزاى مضمومة والطاء مفتوحة، هم جنس من السودان والهنود (تخريجه) (قط) وفى اسناده على بن زيد بن جدعان: قال فى الخلاصة قال احمد وأبو زرعة ليس بالقوى، وقال ابن خزيمة سئ الحفظ وفى التهذيب وثقه يعقوب بن أبى شيبة، وقال الترمذى صدوق إلا أنه ربما رفع الشئ الذى يوقفه غيره (٨) (سنده) حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن