للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسموه عبد الحرث فعاش وكان ذلك من وحى الشيطان وأمره (١)


عن جماعة من الصحابة ومن بعدهم كذا فى تفسير فتح البيان (١) أى من وسوسته وحديثه (تخريجه) (مذ ك) وابن جرير وابن مردويه فى تفسيريهما (وقال الترمذى) هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن ابراهيم عن قتادة، رواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه اهـ (قلت) وأورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره وعزاه للامام احمد ومن ذكرنا ثم قال وهذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه (أحدها) ان عمر بن ابراهيم هذا هو البصرى وقد وثقه بن معين ولكن قال أبو حاتم الرازى لا يحتج به، ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعا والله أعلم (الثانى) انه قد روى من قول سمرة نفسه ليس مرفوعا كما قال ابن جرير حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه حدثنا بكر بن عبد الله عن سليمان التيمى عن أبى العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب قال سمى آدم ابنه عبد الحارث (الثالث) أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه، قال ابن جرير حدثنا وكيع حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن (جعلا له شركاء فيما آتاهما) قال كان هذا فى بعض أهل الملل ولم يكن بآدم، وحدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن ثور عن معمر قال قال الحسن عنى بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده يعنى (جعلا له شركاء فيما آتاهما) وحدثنا بشر حدثنا يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قال كان الحسن يقول هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولادا فهودوا ونصروا وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رضى الله عنه انه فسر الآية بذلك وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره ولاسيما مع تقواه لله وروعه فهذا يدلك على انه موقوف على الصحابى، ويحتمل انه تلقاه من بعض أهل الكتاب من آمن منهم مثل كعب أو وهب بن منبه وغيرهما كما سيأتى بيانه إن شاء الله إلا اننا برثنا من عهدة المرفوع والله أعلم: ثم ذكر الحافظ ابن كثير آثارا تدل على ان الآية جاءت فى آدم وحواء منها أثر لابن عباس، قال وقد تلقى هذا الأثر عن ابن عباس جماعة من السلف وجماعة من الخلف: ومن المفسرين من المتأخرين جماعة لا يحصرون كثرة وكأنه والله أعلم أصله مأخوذ من أهل الكتاب فان ابن عباس رواه عن أبى بن كعب كما جاء عند ابن أبى حاتم (قال الحافظ ابن كثير) واما نحن فعلى مذهب الحسن البصرى رحمه الله فى هذا وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وانما المراد من ذلك المشركون من ذريته، ولهذا قال الله (فتعالى الله عما يشركون) قال فذكر آدم وحواء أولا كالتوطئة لما بعدهما من الوالدين وهو كالاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس كقوله (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) الآية ومعلوم ان المصابيح هى النجوم التى زينت بها السماء ليست هى التى يرمى بها وانما هذا استطراد من شخص المصابيح الى جنسها ولهذا نظائر فى القرآن والله أعلم اهـ كلام الحافظ ابن كثير (قلت) ويؤيد ذلك أيضا ما ذكره الرازى فى تفسيره عن القفال قال انه تعالى ذكر هذه القصة على تمثيل ضرب المثل وبيان أن هذه الحالة صورة حالة هؤلاء المشركين فى جهلهم وقولهم بالشرك وتقرير هذا الكلام كانه تعالى يقول (هو الذى خلق كل واحد منكم من نفس واحدة وجعل من جنسها زوجها انسانا يساويه فى الانسانية) فلما تغشى الزوج الزوجة وظهر الحمل دعا الزوج والزوجة ربهما لئن آتينا ولدا صالحا سويا لنكونن من الشاكرين لآلائك ونعمائك، فلما آتاهما الله ولدا صالحا سويا جعل الزوج

<<  <  ج: ص:  >  >>