فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن، قال عبد الرزاق قال معمر قال الزهرى، أبو رغال أبو نقيف وهو حديث مرسل (تخريج حديث الباب) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وعزاه للامام احمد وقال هذا الحديث على شرط مسلم وليس هو فى شئ من الكتب الستة والله أعلم اه (قلت) وفى هذا الحديث اشارة إلى مكان ورود الناقة وصدورها وقد عقرها ثمود قوم نبى الله صالح وهم قبيلة مشهورة يقال ثمود باسم جدهم ثمود أخى حديس وهما ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح وكانوا عربا من العاربة يسكنون الحجر الذى بين الحجاز وتبوك، وقد مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راجع من غزوة تبوك بمن معه من المسلمين كما سيأتى بيانه وكانوا بعد قوم عاد وكانوا يعبدون الاصنام كألئك فبعث الله فيهم رجلا منهم وهو عبد الله ورسوله صالح فدعاهم الى عبادة الله وحده لا شريك له وان يخلعوا الأصنام والأنذاد ولا يشركوا به شيئاً فآمنت به طائفة منهم وكفر جمهورهم ونالوا منه بالمقال والفعال وهموا بقتله وقتلوا الناقة التى جعلها الله حجة عليهم فأخذهم أخذ عزيز مقتدر وقد جاء ذكرهم وعنادهم لنبيهم صالح فى غير موضع من كتاب الله تعالى فمن ذلك قوله عز وجل (والى ثمود أخاهم صالحا) يعنى فى النسب لا فى الدين (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض) أى خلقكم منها وذلك انهم أولاد آدم وآدم خلق من الارض (واستعمركم فيها) أى جعلكم عمارها وسكانها وقال الضحاك أطال عمركم فيها حتى كان الواحد منهم يعيش ثلاثمائة سنة الى الف سنة وكذلك قوم عاد وقال قتادة أسكنكم فيها (فاستغفروه ثم توبوا اليه ان ربى قريب مجيب) أى قريب من المؤمنين مجيب لدعائهم (قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا) يعنى قبل هذا القول أى كنا نرجو أن تكون سيدا فينا وقيل كنا نرجو ان تعود الى ديننا، وذلك انهم كانوا يرجعون رجوعه الى دين عشيرته فلما اظهر دعاءهم الى الله عز وجل وترك الاصنام زعموا أن رجاءهم انقطع عنه فقالوا (اتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا اننا لفى شك مما تدعونا اليه مريب) أى موقع للريبة والتهمة، يقال اربته ارابة اذا فعلت به فعلا يوجب له الريبة (قال يا قوم أرأيتم ان كنت على بينة من ربى وآتان منه رحمة فمن ينصرنى من الله ان عصيته فما تزيدوننى غير تخسير) قال ابن عباس معناه ما تزيدوننى غير بصارة فى خسارتكم (ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية) نصب على الحال والقطع وذلك ان قوما طلبوا منه ان يخرج ناقة عشراء من هذه الصخرة وأشاروا الى صخرة، فدعا صالح عليه السلام فخرجت منها ناقة وولدت فى الحال ولدا مثلها، فهذا معنى قوله هذه ناقة الله لكم آية (فذروها تأكل فى أرض الله) من العشب والنبات فليس عليهم مؤنتها (ولا تمسوها بسوء) أى لا تصيبوها بعقر (فياخذكم) ان قتلتموها (عذاب قريب فعقروها فقال) لهم صالح (تمتعوا) أى عيشوا (فى داركم) وقد جاء فى آية أخرى دياركم (ثلاثة أيام) ثم تهلكون (ذلك وعد غير مكذوب) أى غير كذب، روى انه قال لهم يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام فتصبحون اليوم الاول ووجوهكم مصفرة، وفى اليوم الثانى محمرة، وفى اليوم الثالث مسودة فكان كما قال وأتاهم العذاب اليوم الرابع قال تعالى (فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزى يومئذ) أى من عذابه وهو إنه (إن ربك هو القوى العزيز، وأخذ الذين ظلموا الصيحة) وذلك ان جبريل عليه السلام صاح عليهم صيحة واحدة فهلكوا جميعا، وقيل أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شئ فى الأرض فتقطعت قلوبهم فى صدورهم وانما قال أخذ (والصيحة مؤنثة) لأن الصيحة بمعنى الصياح (فأصبحوا فى ديارهم جاثمين) باركين على ركبهم هلكى (كأن لم يغنوا فيها) أى كأن لم يقيموا ويكونوا