للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تكن كوافد عاء (باب ذكر نبى الله صالح عليه السلام) (عن جابر) (١) قال لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر (٢) قال لا تسألوا الآيات وقد سألها قوم صالح فكانت ترد (٣) من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا (٤) عن أمر ربهم فعقروها فكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله عز وجل من تحت اديم السباء منهم (٥) إلا رجلا واحدا كان فى حرم الله عز وجل، قيل من هو يا رسول الله. قال أبو رغال (٦) فلما خرج من الحرم


عاصم بن بهدلة ومن طريقه رواه ابن ماجه، قال وقد يكون هذا السياق لإهلاك عاد الآخرة فان فيما ذكره ابن اسحاق وغيره ذكر لمكة ولم تبن إلا بعد إبراهيم الخليل حين اسكن فيها هاجر وابنه اسماعيل فنزلت جرهم عندهم، وعاد الأولى قبل الخليل، وفيه ذكر معاوية بن بكر وشعره وهو من الشعر المتأخر عن زمان عاد الأولى لا يشبه كلام المتقدمين، وفيه ان تلك السحابة شرر نار وعاد الأولى إنما أهلكوا بريح صرصر، وقد قال ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من أئمة التابعين هى الباردة: والعاتية الشديدة الهبوب (سخرها عليهم سبع ليال وثمانيه أيام حسوما) أى كوامل متتابعات، قيل كان أولها الجمعة وقيل الأربعاء (فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية) شبههم بأعجاز النخل التى لا رءوس لها، وذلك لأن الريح كانت تجئ الى أحدهم فتحمله فترفعه فى الهواء ثم تنكسه على أم رأسه فنشدخه فيبقى جثة بلا رأس كما قال (إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى يوم نحر مستمر) أى فى يوم نحس عليهم مستمر عذابه عليهم (تنزع الناس كانهم أعجاز نخل منقعر) ومن قال ان اليوم النحس المستمر هو يوم الاربعاء وتشاءم به لهذا الفهم فقد أخطأ وخالف القرآن، فانه قال فى الآية الأخرى (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى أيام نحسات) ومعلوم أنهما ثانية متتابعات: فلو كانت نحسات فى نفسها لكانت الأيام السبعة المندرجة فيها وهذا لا يقوله أحد وانما المراد فى أيام نحسات أى عليهم، ويحتمل أن هذه الريح أثارت فى آخر الأمر سحابة ظن من بقى منهم انها سحابة فيها رحمة بهم وغياث لمن بقى منهم فارسلها الله عليهم شرراً ونارا كما ذكره غير واحد، ويكون هذا كما أصاب اصحاب الظلة من أهل مدين وجمع لهم بين الريح الباردة وعذاب النار، وهو أشد ما يكون من العذاب بالأشياء المختلفة المتضادة مع الصيحة التى ذكرها الله فى سورة قد افلح المؤمنون والله اعلم (روى عن أمير المؤمنين) على بن ابى طالب رضى الله عنه انه ذكر صفة قبر هود عليه السلام فى بلاد اليمن. وذكر آخرون انه بدمشق وبجامعها مكان فى حائطه القبلى يزعم بعض الناس أنه قبر هود عليه السلام والله أعلم أم مخلصا من تاريخ الحافظ ابن كثير رحمه الله (باب) (١) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبى الزبير عن جابر (يعنى ابن عبد الله) الخ (غريبه) (٢) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم اسم مدينة ثمود قوم صالح وكان ذلك فى عودته من غزوة تبوك (٣) يعنى ناقة صالح (والفج) معناه الطريق الواسع (٤) أى تجبروا وتكبروا وعصوا أمر ربهم (٥) أى أهلكهم جميعا إلا رجلا واحذا (٦) قال عبد الرزاق قال معمر أخبرنى اسماعيل بن أمية أن النبى صلى الله عليه وسلم مر بقبر ابى رغال فقال أتدرون من هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال هذا قبر ابى رغال رجل من ثمود كان فى حرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن هاهنا ودفن معه غصق فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم

<<  <  ج: ص:  >  >>